وقد كان الهدف الروحي الأساسي لكل الرهبان، هو خلاص نفوسهم، وكان هذا الهدف هو الغرض المنشود من العمل اليومي الذي يقومون به، ومن الصلوات، والعبادات، وتمسكهم بالطاعة، وحياتهم النسكية كلها.
ولكي يصبح الفرد راهبًا، وعضوا في الجماعة، كان عليه أن يقوم بعملين:
1- يأخذ عهد على نفسه.
2- يترك كل ممتلكاته الشخصية.
1- العهد: {في حضور الله، في هذا المكان المقدس، أنا أوثق ما أقوله، وأشهد بفمي. أنا لن أدنس جسدي بأي طريقة، ولن أسرق، ولا أنطق بشهادة كاذبة، ولن أكذب، ولن أقوم بعمل أي شيء مخادع سرا. وإذا تجاوزت ما تعهدت به، فأنا سوف أرى ملكوت السموات، ولكني لن أدخلها، بسبب أن الله الذي قررت هذا العهد في حضوره، سوف يهلك روحي وجسدي في نار متقدة، لأنني نقضت العهد الذي قررته}.
2- ترك المقتنيات: كان الراهب (رجلًا أو امرأة) يترك كل مقتنياته عند دخوله الدير، وكان يستردها إذا أنهى علاقته بالدير، أو طرد منه.
الرهبان (رجالًا أو نساء) يعيشون في بيوت منفصلة، كل بيت له رئيس أو رئيسة، الرهبان أنفسهم يعيشون في قلالي، كل اثنين منهم أو ثلاثة في قلاية واحدة. كل الرهبان يشتركون في العمل بالدير في مجموعات مختلفة مخصصة لكل بيت. وفي حالة بيوت الراهبات، فبعض منهن إن لم يكن كلهن كانوا مسئولين عن أعمال الحياكة للملابس.
وكان بالدير مكان عام للأكل، ومكان عام للعبادة. وحياة الصلاة كانت ترتكز على حضور الخدمات الكنسية، وتلاوة المزامير. فبينما كان الدير الأبيض مجموعة واحدة تحت قيادة واحدة، فهو لم يكن مبنى واحدا تحت سقف واحد. فهناك ملجأ للمرضى والعجزة والمقعدين -وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى- وهناك قاعة عامة للطعام (المائدة)، وهناك قلالي الرهبان والراهبات، وأيضا مبنى الكنيسة. فقد كان ديرًا مركبًا، به عدة مباني في أماكن مختلفة، بعض المباني للرهبان الرجال كانت في الصحراء (عكس نظام باخوميوس الذي كان في قرية مهجورة). أما قلالي الراهبات فكانت في القرية وعلى مسافة بعيدة من بيوت الرهبان.
وفى مجموعات الرهبان (رجالًا ونساء)، كان يوجد راهب مسن، يعرف بالشيخ، وكان له حق السلطان والتوجيه للرهبان. وكان يوجد أيضًا منصب رئيس بيت، وكانوا يخدمون كرؤساء للبيوت المنفصلة، وهم الذين يعرفون أو يلقبون بلقب "أب البيت" أو "أم البيت". وأيضا يوجد لكل بيت رئيس مساعد للأب أو الأم.
وكل الرهبان الباقين (رجالًا أو نساء)، كانوا يقسمون بحسب مدة أقامتهم بالدير، فمنهم الأكبر سنا والأصغر سنًا (ليس في العمر، بل في مدة إقامته بالدير).
وعلى كل الشيوخ والآباء والأمهات، تقديم تقرير إلى الأنبا شنودة عن كل النشاطات بمجموعاتهم، وبالذات تقارير عن التعديات التي تحدث. وتقاريرهم تعتمد على تفتيش شهري للرهبان (رجالا أو نساء) في قلاليهم، حيث يتم ضبط أي أكل مهرب، أو أي تعديات أخرى للقوانين الموضوعة.
وقد كان للقيادات النسائية بعض القوة أو السلطان بعيدًا عن الأنبا شنودة أو رسله، للتأثير في حياة الراهبات في مجموعاتهن المنفصلة.
الشيوخ النساء مثل الشيوخ الرجال، لهن الحق في زيارة الأنبا شنودة، أو إرسال رسل له، وأيضا يمكنهن إرسال خطابات إلى الأنبا شنودة.
الأمهات دورهن بوضوح هو مسئولية تصحيح سلوك الراهبات في بيوتهن، فقط يمكنهن تحويل الحالات التي بلا حل إلى السلطات الأعلى منهن.
والغرض من وجود الشيوخ والأمهات والآباء، هو لمساعدة الدير أن يقوم بعمله طبقا للخطوط الأساسية لقانون الدير.
وبالرغم من أن النساء القائدات كان لهن القوة والسلطان في قيادة الراهبات، إلا أنهن لم يكن دائما على الصورة التي توقعها الأنبا شنودة. وهذه القوة هى التي دفعت الأنبا شنودة إلى أن يفكر في إقناعهن بأن طاعته هي تساوى طاعة الله. ففي أحد تعاليمه للرهبان (رجالًا ونساءً)، ذكر لهم أن الله سيكون في شركة فقط مع الرهبان الذين يطيعون الأنبا شنودة، ويتبعون الحياة التي رسمها لهم.
أصر الأنبا شنودة في عظاته أن يخلق مسافة بين الرهبان جميعًا، وبين الله والأنبا شنودة كقائدين لهم. وأكمل ليؤكد أن قوانين الدير موضوعة من عند الله ذاته، ومن لا يطع هذه القوانين يعتبر عدوا.
وأيضا صلابة الرهبان والراهبات، دفعت الأنبا شنودة لعقابهم بطريقتين:
1- العقاب البدني (كالضرب مثلًا).
2- أو بالطرد من الدير.
ولكنه لم يكن يستخدم هاتين الطريقتين في العقاب، إلا إذا تكررت الأخطاء والتعديات.
وأخيرًا: يمكننا القول إن الرهبان (رجالا أو نساء) كانوا يقسمون ليس بحسب جنسهم رجالًا أو نساءً، بل بحسب الرهبان (رجال أو نساء) المخلصين في تبعيتهم، أو المعارضين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/nuns/aim.html
تقصير الرابط:
tak.la/7jdn3sn