إننا سوف نحب الصوم كثيرًا، لأننا نحتمي جدًا بالصوم والصلاة والصدقة، فإنهم ينقذون الإنسان عند موته. لأنه بواسطة التمرد على الطعام طرد آدم من الفردوس، ولذلك فمن يرغب في الدخول إلى الفردوس فعليه الخضوع والتذلل بالصوم. فإنه بواسطة هذه الفضيلة ينصلح جسدك، وبتوليتك تحملك عريسًا إلى السماء. لأن الذين يتشبثون بالعالم وأطيابه وعطوره، ويزينون أجسادهم بالذهب وبالملابس الفاخرة فإنهم يتجردون من إنسانيتهم، ويكونون غير حاملين لقوة الله. وأيضًا المسيح لا يحتاج إلى كل هذا منك، بل يحتاج إلى قلب نقى وجسد غير مدنس قد تعب من الصوم.
والبعض منهم يأتون ويكلمونك، بأن لا تصوم كثيرًا، أو على الأقل لا تصوم لكي لا يصير جسدك أكثر ضعفًا. لا تصدق هؤلاء ولا تطيعهم مطلقًا، لأن العدو هو الذي يثيرهم عليك. بل اهتم بالمكتوب، حينما سبى نبوخذ نصر ملك بابل، دانيال والثلاثة فتية مع غيرهم، ووضع لهم الملك نظامًا لكي يأكلوا من مائدته ويشربوا من خمره، ولكن دانيال والثلاثة فتية رفضوا أن يتنجسوا من أطايب الملك، بل قالوا للخصي الذي استلمهم: "أعطونا من بذور الأرض لنأكل" (دا 1: 12). ولكن الخصي قال لهم: "إني أخاف سيدي الملك الذي عين طعامكم وشرابكم، فلماذا يرى وجوهكم أهزل من الفتيان الذين من جيلكم فتدينون رأسي للملك" (دا 1: 10، 11). فقال له دانيال "جرب عبيدك عشرة أيام فليعطونا القطاني لنأكل وماء لنشرب، وحينما أدخلهم قدام الملك، فقد رأى منظرهم أفضل من الفتيان الذين أكلوا من أطايب الملك" (دا 1: 11، 12).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/asceticism/fasting.html
تقصير الرابط:
tak.la/w26rnr8