" فَمَنْ يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل، فذلك خطية له " (يع 4: 17).
تدعونا هذه الوصية الكتابية إلى العمل الحسن، والتجويد المستمر فيما نعمل، من خلال بذل أقصى جهد ذهنى وجسدى نستطيعه، وأن من يتقاعس عن العمل – وهو قادر عليه – فسوف يحسب له ذلك خطية: "فإن الذي يزرعه الإنسان إياه أيضًا يحصد" (غل 6: 7).
ولكن كيف يمكن لنا أن نحكم على ما نصنعه أو ما نقدمه من أعمال، أو كيف نقُيم الأداء البشرى. إن الحكم على ما يمكن أن يقدمه الأفراد وعلى أدائهم البشرى يمكن أن يتم من خلال وظيفة المتابعة أو التقييم، والتي تعتبر الوظيفة الرابعة في المنظومة الإدارية لهذا الكتاب.
ما هي وظيفة المتابعة؟ وما هو الغرض الأساسي منها؟
"المتابعة هي وظيفة تهدف إلى التأكد من أن ما تم إنجازه من أعمال أو أداء كان مطابقًا لما خطط له أو المستهدف منه".
وبذلك يكون الغرض الأساسي من المتابعة هو التقييم المستمر للأداء (الإنتاجي أو التسويقي أو المالي.. إلخ.)، من خلال مقارنة النتائج الفعلية بالنتائج المستهدفة، وتصحيح المسار أولًا بأول عند ظهور أي انحرافات سالبة (ناشئة عن نقص النتائج الفعلية عن النتائج المستهدفة). ولذلك يجب أن: "لا تذم قبل أن تفحص. تفهم أولًا ثم وبخ" (سي 11: 7). كما يستخدم التقييم أيضا في تدعيم أي انحرافات موجبة (ناشئة عن زيادة النتائج الفعلية عن النتائج المستهدفة).
وفي جميع الأحوال يجب ملاحظة أنه من الضرورى أن تكون النتائج المستهدفة منطقية غير مبالغ فيها بشكل يؤدى إلى صعوبة تحقيقها مما يؤدى إلى إصابة العاملين بالإحباط. وفي نفس الوقت لا يجب أن تكون الأهداف متواضعة بحيث تؤدى إلى تكاسل وتراخى العاملين. الأمر الذي يخالف ما يوصينا به الكتاب: "كن أمينا إلى الموت" (رؤ 2: 10).
وقد تغير في السنوات الأخيرة مفهوم المتابعة والرقابة، حيث ظهر "مفهوم التقييم المتوازن للأداء" الذي نادى به "نورتون وكوبلان" من خلال كتابهما المنشور عام 1996، والذي تحدثوا فيه عن ضرورة التقييم المتوازن للعناصر الإدارية الأربعة في وقت واحد (إنتاج، تسويق، تمويل، عنصر بشري). وقد تناول المؤلف هذا المفهوم بالتفصيل –بالإشتراك مع كاتب آخر– في كتاب نشر لهما عام 2005 (7)∙
ويرى المؤلف أن ما نادى به كوبلان ونورتون في كتابهما لا يعبر عن تقييم أداء متوازن، بل تقييم أداء رباعى العناصر. لأنه لم يتعرض لكيفية التقييم المتوازن لكل العناصر مجتمعة. ودون تحديد أهمية نسبية لكل عنصر من العناصر الإدارية الأربعة في (بطاقة تقييم الأداء المتوازن) التي نادوا بها.. إلخ..
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وأخيرًا. حيث أن موضوع المتابعة والرقابة كبير ومتشعب، ومعظمه لا يتناسب مع مجال هذا الكتاب. فإن المؤلف سوف يتناول فيما يتعلق بموضوع هذا الفصل، فقط: التعاليم الكتابية التي تتكلم عن المتابعة والتقييم من خلال فلسفة الإدارة بالمحبة. وبعض المقاييس الكمية التي يقترحها المؤلف للاستفادة بها في عمليات التقييم والقياس في المجال الرقابي. وعليه فإن المؤلف سوف يتعامل مع هذا الفصل، من خلال:
1. الفلسفة المسيحية ومفهوم المتابعة والتقييم.
2. اقتراح بعض المقاييس الكمية الرقابية.
_____
(7) ناجى جيد ونادر البير(2005). التقييم المتوازن للأداء بالتركيز على النشاط التسويقي والبيعي. الناشر غير مبين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-management/follow-up.html
تقصير الرابط:
tak.la/jn8rb25