إن "مثل التينة" التي لا تثمر والتي تم إعطائها فرصة أخرى جديدة الذي جاء في (لو 13: 6 - 9).. يعكس كيف يجب أن تكون وظيفة الرقابة الإدارية والمتابعة خاصة ما يتعلق منها بالكيفية التي تتم بها الخطوات المصححة وإجراءات العلاج والتقويم. من جهة أخرى فإن هذا المثل يدعو -بشكل ضمني غير مباشر- إلى مبدأ إداري هام لم يعرفه الفكر الإداري إلاّ في القرن العشرين، وهو مبدأ: "فصل الإدارة عن الملكية" في الإدارة عند اتخاذ القرارات.. وقد اختار المؤلف هذا المثل كنموذج تعليمي لما فيه من مبادئ إدارية جديدة لم يتناولها من قبل، كما سنرى:
"كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه، فأتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد. فقال للكرام: هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمرا في هذه التينة ولم أجدُ. اقطعها! لماذا تبطل الأرض أيضا؟ فأجاب وقال له: يا سيد، اتركها هذه السنة أيضا، حتى أنقب حولها وأضع زبلا. فإن صنعت ثمرا، وإلا ففيما بعد تقطعها" (لو 31: 6 - 9).
التفسير الإداري:
* توضح الآيات السابقة القيام بوظيفة الرقابة والمتابعة الإدارية المستمرة من صاحب رأس المال، والمسئول وهو الكرام في هذا المثل: (هوذا ثلاث سنين أتى أطلب ثمرًا ولم أجد).
* غالبًا ما يختلف القرار الذي يتخذه صاحب المال عن القرار الذي يتخذه الإداري الفني صاحب الخبرة (الكرام)، وذلك عند مواجهة نفس الموقف الإداري أو المشكلة.
وبصفة عامة لا يميل صاحب المال إلى الانتظار طويلًا حتى يحصل على النتائج المطلوبة الأمر الذي قد يترتب عليه تعطيل رأس المال أو مصادر الإنتاج المتاحة (أقطع الشجرة لأنها لم تثمر خلال ثلاث سنوات. فلماذا تبطل الأرض أيضًا).
أما الإداري والفني صاحب الخبرة فكان قراره اعطاء التينة فرصة أخيرة مدتها سنة، بشرط استخدام كل الوسائل الفنية الزراعية الممكنة التي تساعد على النجاح مثل (التنقيب حول الشجرة واعطائها السماد المناسب والكافي).
* وعند اختلاف وجهات النظر بين صاحب الكرم والكرام.. ظهرت الحاجة والدعوة الضمنية غير المباشرة من أجل فصل الإدارة عن الملكية.. والتي تمت بصفة مؤقتة عندما وافق صاحب الكرم على وجهة نظر الكرام الممارس الفعلي أو الإداري صاحب الخبرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-management/fig-tree.html
تقصير الرابط:
tak.la/wva9sj5