قد لا يعكس مثل "الوزنات للأفراد الثلاثة" وظائف أو أنشطة إدارية بعينها. ولكنه في نفس الوقت قد يمثل: (حالة إدارية دراسية) يمكن الإستفادة منه تعليميًا، حيث انه غنى بالفكر والمبادئ الإدارية التي تترجم تعاليم مسيحية عامة يجب توظيفها إداريًا، وذلك على النحو التالى:
"وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله، فأعطى واحدا خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة. كل واحد على قدر طاقته. وسافر للوقت" (مت 25: 14، 15).
التفسير الإداري:
توضح الآيات السابقة أنه عند تكليف أي فرد (عامل، مشرف، مدير.. إلخ.) بعمل ما.. فإن هناك مبدأ إداري يجب الالتزام به، يتمثل في ضرورة أن يكون التكليف بالمهمة أو الوظيفة على (قدر طاقة هذا الفرد) العلمية والعملية والشخصية). وعلى ضوء هذا لا بُد أن تتم عملية تفويض السلطات وإعطاء الصلاحيات ومن ثم تقييم النتائج والحكم عليها.
"فمضى الذي أخذ الخمس وزنات وتاجر بها، فربح خمس وزنات أخر. وهكذا الذي أخذ الوزنتين، ربح أيضا وزنتين أخريين. وأما الذي أخذ الوزنة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده. وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم" (أم 25: 16 – 19).
التفسير الإداري...
* يوضح هذا المثل بصفة عامة – كما تعكس الآيات السابقة – أن التعاليم المسيحية تشجع على الاستثمار والتجارة.
* توضح الآيات السابقة أن هناك فروق شخصية بين الأفراد. حيث قد أقبل الشخصيين الأول والثاني على التجارة متحملين بذلك كل المخاطر التجارية (التسويقية والمالية...إلخ)، بينما لم يستطع الفرد الثالث القيام بذلك، ولم يحاول. ولهذا يجب على المرء المحاولة وبذل الجهد، وعلى الرب العلي إعطاء النجاح.
* توضح الآية (19) أن تقييم النتائج التجارية ومن ثم أداء الأفراد لا بُد أن يتم بعد إعطاء الوقت الكافي، للقائمين بالعمل التجاري خاصة الجديد منه، حتى يمكن للمتخصصين بعد ذلك تقييم نتائج أعمالهم والحكم على مدى نجاحهم في تحقيق الأهداف المطلوبة.
* توضح الآية (16، 17) أن التعاليم المسيحية لا تحدد نسب معينة للفوائد أو العوائد التي لا يجب أن يتعداها المستثمرين على رأس المال المُستثَمر، مما يدل على أن المسيحية لا تحد أو تقيد من عوائد رأس المال، والتي يمكن أن تصل إلى نسبة 100% من رأس المال كما يتضح من الآيتين المشار إليهما (مع الشخصين الأول والثاني).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
"فجاء الذي أخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات أُخر قالًا: يا سيد، خمس وزنات سلمتني. هوذا خمس وزنات أُخر ربحتها فوقها. فقال له سيده: نعمًا أُيها العبد الصالح والأمين! كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك" (مت 52: 02، 12).
وبالمثل قد فعل الشخص الذي أخذ وزنتين (مت 25: 22، 23).
التفسير الإداري:
* طبقًا للتعاليم المسيحية. فإن نجاح الفرد فيما يكلف به من مهام.. ينظر إليه على أنه "أمانة" في توظيف الوزنة المعطاه لهذا الفرد. تمشيًا مع المبدأ الكتابي " الوكالة الأمينة ".
* طبقًا لفلسفة المحبة التي تدعو إليها التعاليم المسيحية.. فإن الشخص الأمين لا بُد من مكافأته، والتي تمت في هذا المثل على مستويين: المستوى المادي والذي فيه تم مضاعفة الوزنات الخمس للشخص الأول والوزنتين للفرد الثاني، لأن الأمانة في القليل تستوجب التعويض بالكثير.. وعلى المستوى الروحي (الفوز بالدخول إلى فرح سيدهما)، وهذه المكافأة الروحية لا يمكن تقييمها بأي مقابل مادي مهما بلغ شأنه.
* على الرغم من أنه لا يوجد حدود معينة لنسب العوائد أو الأرباح التي يمكن أن يحققها رأس المال، إلاَّ أن تحقيق ذلك لا يجب أن يتعدى حدود الأمانة خاصة فيما يتعلق بمستويات الأسعار والجودة.
" ثم جاء أيضًا الذي أخذ الوزنة الواحدة وقال: يا سيد، عرفت أنك إنسان قاس، تحُصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذُر. فخفتُ ومضيتُ وأخفيتُ وزنتك في الأرض. هوذا الذي لك. فأجاب سيده وقال له: أيها العبد الشرير والكسلان، عرفت أني أحصد حيث لم أزرع، وأجمع من حيث لم ابذر، فكان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة، فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع فوائد. فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي له العشر وزنات. لأن كل من له يعطى فيزداد، ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت 52: 30– 42).
التفسير الإداري:
* دائما ما يبحث الكسلان أو الفاشل عن مبررات خارجهُ: "عرفت أنك إنسان قاس، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر. فخفت ومضيت وأخفيتُ وزنتك في الأرض. هوذا الذي لك" (مت 25: 24، 25). ومن جهة أخرى تعكس هذه الآيات أيضًا وجود فروق بين الأفراد تجاه (قيمة العمل وأهميته).
* بالآيات إشارة صريحة إلى أهمية المصارف أو البنوك في الحياة التجارية والمالية. وأهمية الاعتماد عليها كمجال استثماري بالنسبة للأفراد الذين لديهم فائض مالي ولا يستطيعوا استثماره بأنفسهم.
* توضح الآيات أيضًا أنه كما أن الثواب في هذا المثل قد تم من خلال مكافأة مادية مباشرة –في الحياة الحاضرة– عبارة عن مضاعفة الوزنات للشخصين الأول والثاني (لأن كل من له يعطى فيزداد)، بالإضافة إلى المكافأة الروحية – في العالم الآخر– وهي الأهم والأسمى (الدخول إلى فرح سيدك). فإن العقاب أيضًا سيكون عقابًا ماديًا بسحب الوزنة منه، وعقابًا روحيًا بالطرح في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان.
* وأخيرًا. فإنه يمكن القول من خلال القياس على هذا المثل.. أن أي شخص لديه صفات روحية سماوية وأرضية مادية مثل (المحبة، السلام، الأمانة، العلم، المعرفة، الجديّة... إلخ.)، يُمكن أن يعطى فيزداد. والعكس صحيح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-management/talents.html
تقصير الرابط:
tak.la/bfv48yw