قد تطور الفكر الإداري تطورًا كبيرًا تجاه وظيفة القيادة سواء من حيث الصفات أو السمات الشخصية التي يجب أن يتمتع بها شخص القائد، أو من حيث المهام والمسئوليات الوظيفية التي يجب أن تلقى على عاتقه. وقد تم التعبير عن بعض مراحل هذا التطور –في السنوات الأخيرة من القرن السابق– من خلال الاسم الذي كان يطلق على الإداري المسئول هل هو: مدير أم قائد، حيث أن المهام والمسئوليات الرئيسية لوظيفة المدير تختلف عن المسئوليات والمهام الوظيفية للقائد.
ويعتقد المؤلف أن الاختلاف ليس فيما يعكسه الاسم (مدير أم قائد)، بل فيما قد يعكسه الفعل (يدير أم يقود). حيث يرى المؤلف أن فعل (يدير) يُعبر عن إدارة ما هو متاح أو ممكن، بينما فعل (يقود) والذي يحتاج إلى حرف جر (إلى) غالبًا ما يعنى (يقود إلى المستقبل أو شيء مستقبلي) وما يحتاجه هذا المستقبل من تغيير وتطلعات ورؤى... إلخ.. بشرط أن يتم كل هذا في مخافة الله: "خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله" (أف 5: 21).
ولكن ماذا تعنى هذه المقدمة أو ماذا يُقصد بها؟
نحن نعنى بالمقدمة السابقة – بصفة عامة – أن غالبية مديري القرن الماضى كانوا يميلون إلى سياسة الاستقرار الإداري وليس التغيير. حيث كانت أدوات المدير الإدارية هي اللوائح والقوانين، والتي كان التمسك والاهتمام بها أكثر من الاهتمام بمتطلبات الوظيفة من توجيه وتعليم وإرشاد. كما كان مديرى هذه المرحلة يعتمدون على الطرق النمطية والمألوفة أو ما يمكن أن نسميه سياسة "التسكين والترقيع" في حل ما يقابلهم من مشاكل إدارية، أكثر من اعتمادهم على سياسة "التجديد والتغيير"، مما أدى إلى غياب الفكر الإبداعي والابتكاري عن الحياة الإدارية. من جهة أخرى كانت المكافآت والحوافز المادية هي الوسيلة التي يلجأ إليها المديرون في تشجيع وتحفيز ودفع العاملين على القيام بواجباتهم الوظيفية... إلخ..
أما عن مهام القائد فهى مختلفة.. حيث أن القائد هو من يعمل على تغيير الواقع من خلال تبني الرؤية المستقبلية للمنظمة. والقائد أيضًا هو الشخص الذي يعرف كيف يوجه ويعلم ويشحذ همم مرؤوسيه، وكيف يدفعهم إلى الابتكار والإبداع.. وغير ذلك.
وبعيدا عن التفاصيل التي اشتملت عليها الدراسات والأبحاث الإدارية خلال الفترات الزمنية السابقة عن وظيفة المدير والقائد والفرق بينهما أو الصفات الشخصية لكل منهما... ماذا تعني القيادة في التعاليم المسيحية؟
إن المسيحية تؤمن بالقيادة الأمينة التي يوصينا بها الكتاب على لسان بولس الرسول: "أطيعوا مرشديكم وأخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا" (عب 13: 17). فالمسيحية هي التي تبنت أو بمعنى أدق أسست مفهوم "القيادة بالتعليم" ومعها ظهر لأول مرة مفهوم القائد المعلم، "فالرجل الحكيم يعلم شعبه وثمار عقله صالحة" (سي 37: 26).
إن السيد المسيح له المجد هو المعلم الأول والأكبر في التاريخ البشرى. والمؤلف هنا لا يتحدث عن السيد المسيح كرب وإله بل عن السيد المسيح كإنسان أو إبن الإنسان، وذلك من وجهة النظر الإدارية البحتة –وهي– موضوع هذا الكتاب. ومن هذا المنطلق كان السيد المسيح أو ابن الإنسان هو القائد المعلم، وإذا كان الفكر الإداري يرى أن من الوظائف الرئيسية في القرن الحادي والعشرين للقادة هي "وظيفة التغيير"، فإن ابن الإنسان كقائد ومعلم ليس فقط كان يؤمن بالتغيير ولكنه جاء أيضًا من أجله.
ولكن ماذا يمكن أن نتعلم من الرب يسوع والتعاليم الكتابية عن القائد والقيادة؟
وللإجابة نقول... إن موضوع القيادة يحتاج إلى أكثر من كتاب حتى يُمكن تغطيته بسبب أهميته الكبيرة ودرجة تشعبه... ولكن سوف نحاول بإيجاز من خلال التعاليم المسيحية الكتابية التعرض لبعض الأمثلة لأهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها القائد، وذلك على النحو التالى:
- المسيحية ومفهوم القائد المعلم.
- المسيحية ومفهوم القائد القدوة.
- المسيحية ومفهوم القائد الجيد الإتصال (المتصل).
- المسيحية ومفهوم القائد العادل.
"كان يسوع يطوف في الجليل يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (مت 4: 23).
نتعلم من هذه الآية –وآيات أخرى كثيرة مثلها– الكثير عن فلسفة التعليم. فمنها نتعلم من هم المستفيدين من التعليم، حيث توضح الآية أن التعليم كان يشمل (كل الجليل) بما في ذلك الصغير والكبير، وأيضًا الريف والحضر. وعلى الرغم من أن الغرض من التعليم كان التغيير، إلا أن الهدف الأساسي من التغيير كان (البشارة بملكوت السموات)، وهو هدف سامى يرغبه ويسعى إليه كل الجمع. وهذا ما ينبغى أن يكون عليه الهدف في أي تغيير إداري، حيث يجب أن ينصب الهدف على تحقيق مصالح ومنافع يرغبها ويسعى إليها كل المرؤوسين. ومن خلال تحقيق مصلحة ومنفعة من يشملهم التغيير تتحقق منفعة الإدارة.
ومن الآية نتعلم أيضًا الكيفية التي يمكن أن يتم بها التغيير والتعليم، وذلك من خلال وسيلة واحدة هي "المحبة". لأنه في المحبة وللمحبة وبالمحبة كان يسوع يمارس كل أنواع الرحمة مع كل المتعبين والمعوزين (فكان يشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب). ويجب أن يستخدم كل قادة التغيير نفس المنهج الذي استخدمه يسوع المسيح في التعليم من المحبة والرحمة، عند قيامهم بأى تغيير إداري مطلوب.
وقد كان يسوع كمعلم لا يستخدم أسلوب الإجبار أو الإلزام في التغيير. فالمتأمل جيدا في "الموعظة على الجبل" – التي يعتبرها البعض الدستور المسيحى الذي يجب الاسترشاد به في كل حياتنا– نجد أن يسوع قد بدأ تعاليمه (بالتطويبات)، وكلمة طوبى تعنى (يالسعادة وهناء الشخص المطوَّب). كما كان القائد المعلم يستخدم في تعاليمه كثيرًا صيغة (سمعتم أنه قيل... أما أنا فأقول...)، وكل هذه الأساليب توضح إلى أي مدى يدعو يسوع إلى التغيير والتعليم بهدوء وسلام بدون استخدام أي إلزام أو إجبار. من جهة أخرى قد استعان يسوع – كإنسان – في تعاليمه بكل أساليب التعليم المعروفة، وأهمها: التعليم بالقول كمعلم وواعظ، وبالفعل كقائد وقدوة، والعلاج الجسدى والنفسى كطبيب ومُعالج، والروحي ككاهن، وكذلك التعليم برفع المعنويات كأب... إلخ. هذا وسوف نتناول بعض هذه الأساليب بالشرح تباعًا.
إن التجديد والتغيير للأفضل كفلسفة إدارية لا يعنى إطلاقًا شطب أو إلغاء ما كان يستخدم في القديم، بل يجب البناء عليه. ويسوع المسيح كمعلم والذي جاء من أجل التعليم والتغيير كان الأصل والمنبع الذي استقينا منه هذا الفكر والفلسفة، فمنه تعلمنا: "...ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت 5: 17).
وختامًا... فإنه يصعب الحديث عن ابن الإنسان كمعلم أو الحديث عن تعاليمه من حيث (الكم والكيف). ولكن يمكن تلخيص هذه التعاليم في اللقب الشائع الذي كان يُلقب به الرب يسوع ويُنادى به من كل الشعب والرسل، وهو: (يا معلم). ولكونه مُعلم فأن أبنائه الرسل كان اللقب الشائع لهم، هو: (التلاميذ).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
"...تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29). تعتبر هذه الآية من أجمل وأقوى الآيات التي تعلمناها من السيد المسيح، التي تعبر بحق عن مفهوم القائد القدوة. وهذه الصفات ينبغى أن يتحلى بها القائد، لأنها تعكس بساطة القائد وعدم الكبرياء. إن السيد المسيح – كإنسان – كان قائدًا بصفات خاصة يستحيل توافرها في أي قدوة بشرية، فلذلك نجده يتحدث لليهود عن نفسه بقوة متساءلًا: "من منكم يبكتني على خطية؟" (يو 8: 46).
ومن الصفات التي يجب أن يتمتع بها القادة ليكونوا قدوة ومثل أعلى لمرؤوسيهم والتي يحددها لنا الكتاب في سفر أعمال الرسل: الإمتلاء بالروح والحكمة والتمتع بسمعة طيبة (أع 6: 3). أما القائد المستهتر والذي لا يهتم بسمعته، فإن الكتاب يحذرنا منه، حيث أن: "الملك الفاقد التأديب يدمر شعبه والمدينة تُعمر بعقل ولاتها" (سي 10: 3).
إن هناك مظاهر وأمثلة كثيرة أعطاها لنا السيد المسيح كقائد معلم قدوة ومثل أعلى يجب أن يحتذى به، سنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
* أن السيد المسيح كان قدوة ومثالًا لنا في كيفية الانصياع للحُكام والقوانين، فعندما سأله الفريسيون بدهاء "ماذا تظن؟ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا؟" أجاب يسوع: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مت 22: 51 - 22). هذا وقد قام يسوع المسيح بالفعل بدفع ضريبة الهيكل الدرهمين له ولبطرس (مت 71: 42 - 72).
* كقدوة ضرب لنا يسوع المسيح أمثلة كثيرة في كيفية الحب والتسامح لعل من أهمها، ما نراه في قصة المرأة التي ضُبطت في ذات الفعل (يو 8: 2 -11).
* وقد أعطى يسوع المسيح المثل والقدوة في كيفية تفويض سلطة (الحل والربط) كما جاء في (مت 16: 19)، (مت 28: 18 - 20)، وفي تفويض سلطة مغفرة الخطايا كما جاء في (يو 20: 21 - 23).
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن القائد الذي ليس لديه معرفة وخبرات حياتية وإدارية متراكمة، لا يمكن أن نثق في قدراته أو أن نتخذه قدوة ومثل أعلى لنا، "فالرجل المتأدب يعلم كثيرا والكثير الخبرة يحدث بعقل الذي لم يختبر يعلم قليلا اما الذي جال فهو كثير الحيلة الذي لم يمتحن ماذا يعلم اما الذي ضل فهو كثير الدهاء" (سي 43: 9 - 11).
من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد هي "حسن التواصل". والهدف من الإتصال –بصفة عامة– هو تبادل المعلومات بين الأفراد وبعضهم أو بينهم وبين الإدارة، وإيصال التوجيهات والإرشادات الإدارية اللازمة لسير العمل، مما ينعكس بالإيجاب على رفع درجة التفاهم والود بين القادة والمرؤوسين.
ولكن ماذا عن التعاليم المسيحية ومفهوم الإتصالات؟
للإجابة على هذا السؤال تعالوا نتأمل هذه الآيات
"أترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين؟ فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها؟" (أع 2: 7، 8).
"فإني إذ كنت حرا من الجميع، استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود. وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس مع أني لست بلا ناموس لله، بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء، لأخلص على كل حال قوما" (1 كو 9: 19 - 22)
الآن، تعالوا أيها الأخوة نبحث عن إجابة السؤال المطروح من خلال شرح وتفسير الآيات السابقة. تعلمنا هذه الآيات طبقا لوجهة النظر الإدارية ضرورة النزول إلى مستوى المرؤوسين والتكلم بألسنتهم. إن التواصل مع الغير يحتاج إلى التعمق في حياتهم المعيشية، ومعرفة طريقة تفكيرهم، واللغة المنطوقة التي يتكلمون بها بما في ذلك لغة الشارع والمصطلحات المهنية، وكذلك اللغة الجسدية والحركية لهم.. إلخ.. كل ذلك بغرض رفع كفاءة وفاعلية عمليات الاتصالات الإدارية، مما يؤدى إلى:
* فهم كيفية التعامل مع العمال والموظفين المرؤوسين على كل المستويات الإدارية.. إلخ..
* فهم كيفية التعامل مع عملاء المنظمة، ومن ثم تقديم المنتجات السلعية والخدمية الملائمة لهم. وكذلك استخدام المناسب من السياسات الإدارية خاصة التسويقية منها والتي تتعلق بالتعامل المباشر مع العملاء، مثل التسعير والائتمان والإعلان وخدمات ما بعد البيع... إلخ..
* فهم كيفية التعامل مع كل عناصر المجتمع المحيط بالمنظمة... إلخ..
نفس المعانى يمكن لنا أن نتعلمها من سفر يشوع بن سيراخ بالعهد القديم من الكتاب، والذي يوصينا قائلًا: "اذا جعلوك رئيسا فلا تتكبر بل كن بينهم كواحد منهم اهتم بهم ثم اجلس وبعد قضائك ما عليك اتكئ لكي تفرح بهم وتأخذ الإكليل زينة وتكرم بهداياهم تكلم يا شيخ فإنك أهل ذلك لكن عن دقة علم ولا تمنع الغناء لا تطلق كلامك عند السماع ولا تأت بالحكمة في غير وقتها" (سي 23: 1 - 6).
إن العدل من الصفات الإلهية. فالعدل كمفهوم موسع شامل أو كمعنى مطلق غير محدود لا يستطيعه غير إله غير محدود، يقيم العدل ويملك الرحمة: "لرَحمتكَ وعدلك أسبحك يا رب. أتَرنّمُ لك وأتفهم في طريق بلا عيب" (مز 101: 1، 2). "فَليعترفوا لاسمك العظيم لأنه مرهوب وقدوس، وكرامة الملك أن يحب العدل. أنت هيأت الاستقامة، أنت أجريت القضاء والعدل في يعقوب" (مز 99: 3، 4).
إن أول وأهم صفة يجب أن يتحلى بها أي ملك أو رئيس أو قائد هي (العدل). والعدل للقائد ليس فقط صفة مطلوب توافرها، ولكنه أيضًا وظيفة يجب أن يؤديها ويتمسك بها في كل قيادته وكذلك علاقته بمرؤوسيه، مما يرفع من ثقة مرؤوسيه في هذا القائد، فيسهل عملية القيادة ويزيد من إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة. والأكثر من ذلك أن العدل وصية كتابية يجب أن يلتزم بها القائد ويحققها بين مرؤوسيه: "لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان، كل من يدين. لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك " (رو 2: 1). فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
وإذا كان الرب يوصى كل البشر بإقامة العدل فكم بالأحرى المسئولين والرؤساء والحكام. وكما يوصي الكتاب بضرورة العدل فأنه يحذر بشدة الظالمين وممن يحول الخير شر من القادة: "ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين المر حلوا والحلو مرا" (أش 5: 20). " لأن موازين غش مكرهة الرب والوزن الصحيح رضاه" (أم 11: 1).
وقد يقول البعض أن العدل مفهوم نسبى يختلف من شخص لآخر ولذلك فهو صعب التحقيق. وقد يتفق المؤلف مع هذا الرأى، ولكن المطلوب منا هو محاولة تطبيق هذا العدل، مسترشدين في ذلك بالروح القدس الممتلئين به بتعاليم الكتاب المقدس، لأن: "التابع العدل والرحمة يجد حيوة حظًا وكرامةً" (أم 21: 21).
ولكن ماذا عن مفهوم العدل بالنسبة للمرؤوسين؟ يعتقد المؤلف أنه لا يختلف أحدًا على العدل لأنه وصية كتابية، كما أن الكثير من المرؤوسين يؤمن بالعدل كمبدأ إداري، إذا تم تحقيقه على الكل دون تمييز بين مستوى إداري وآخر خاصة فيما يتعلق بالرواتب والحوافز والامتيازات، ولذلك قد يرى معظم هؤلاء المرؤوسين من العمال والموظفين أن: " المال القليل مع العدل خير من دخل جزيل بغير حق" (أم 16: 8). وأخيرًا، يجدر الإشارة إلى أن العدل كمفهوم لا يعني المساواة الحسابية بين الأفراد. وهذا ما سوف نتناوله كجزء مستقل بعد قليل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-management/director.html
تقصير الرابط:
tak.la/55vq5xj