"نوصيكم أيها الإخوة بإسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب" (2تس 3: 6).
ولكن ما هو الترتيب الذي نقصده، أو بمعنى أخر هل يمكن لنا أن نُعَرف الترتيب أو ما يسمى في عالم اليوم الإدارة؟
يمكن أن نُعرف الإدارة تعريفًا كلاسيكيًا كالتالي:
"الإدارة هي عمليات مستمرة من إتخاذ القرارات، على مستوى مجموعة من الأنشطة (تخطيط، تنظيم، توجيه، رقابة)، بغرض تحقيق أهداف كل من المنظمة والعميل والمجتمع، بالشكل الذي يرضى عنه الله ضابط الكل".
ولعل الرسم التوضيحي يعبر ببساطة عن التعريف المقصود.
وتعتبر الإدارة هي "الأداة أو العنصر" المسئول عن تحقيق النتائج التي أنشئت من أجلها المنظمة. ولا فرق هنا بين المنظمة التي تهدف إلى تحقيق ربح أو التي لا تهدف إلى تحقيقه، من حيث احتياج كليهما للمهام الإدارية.
فمثلًا المنظمات التي تهدف إلى تحقيق ربح مثل المنشآت التجارية تكون مهمة الإدارة فيها – بخلاف تحقيق الربح – توفير السلع التي تشبع حاجات عملائها بالجودة والسعر وفي الوقت المناسب، وبما يحقق أهداف المجتمع في التوظيف وزيادة الناتج القومي... إلخ.. أما المنظمات التي لا تهدف إلى تحقيق ربح مثل المؤسسات التعليمية والدينية.. وغيرها، فإن مهمة الإدارة بها سوف تنصب على توصيل منتجاتها الخدمية بأقل تكاليف ممكنة إلى أكبر عدد ممكن من العملاء (دون الإخلال بمستوى الجودة). لذلك أيها الإخوة لا غنى عن الإدارة لكل منظمة يملكها جماعة أو فرد، اقتصادية أو سياسية، سلعية أو خدمية.. إلخ..
ويوضح الرسم التوضيحى السابق والذي يعبر عن تعريف الإدارة: إن جوهر الإدارة هو عملية إتخاذ القرارات. وحتى تكون القرارات رشيدة، فإنه لا بُد من استخدام أسلوب منطقي أو عملي عند اتخاذ أي قرار يرجى له النجاح. ويتم ذلك من خلال: تحديد المشكلة وطبيعتها، والهدف من الحل، وتحديد البدائل المطروحة، وتقييم كل بديل، واختيار البديل المناسب، تقييم نتائج إستخدام البديل.. إلخ.. وسنعود لدراسة هذا الموضوع بشئ من التفصيل في الفصل السابع من هذا الكتاب.
وقد شهد العالم تغيرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة أثرت على طبيعة الإدارة. مثل التكنولوجيا المتقدمة في عالم الإتصالات والمعلومات، والمنافسة الحادة بين المنظمات على المستوى المحلي والعالمي، واعادة هيكلة المنظمات... إلخ.. وتمشيا مع هذه الأسباب يجب تطور الإدارة أو الهدف من استخدامها.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
"فالهدف من الإدارة يجب أن ينصب على ضرورة استفزاز واستثارة المواهب والوزنات التي أعطاها الله للأفراد، للعمل بمزيد من الانطلاق في توظيف الموارد المتاحة بتمايز وإبداع، بما يحقق حلم وأمل مشترك للمنظمة والعملاء والمجتمع، مما يؤدى إلى حالة من السعي الدائم لتغيير مجتمعي يرضاه الله ويباركه".
وبالنظر إلى الأهداف المتطورة التي يجب أن تصاحب الفكر الإداري خلال السنوات القادمة، لتساير المتغيرات الكثيرة التي يشهدها العالم اليوم.. نجد أنها يجب أن تستفز مواهب ووزنات الأفراد التي وهبها الله لهم، ويتطلب ذلك الأمر:
● أولا:ً إدارة رشيدة واعية تؤمن بوظيفة تنظيم يتيح الابتكار والإبداع، لذلك ينبغي عليك صديقي الإداري أن: "لا تهمل الموهبة التي فيك" (1تي 4: 14).
● كما يتطلب ثانيًا: إرشاد وتوجيه جيد يقوم به قادة تؤمن بمفهوم "الإدارة بالحب"، قادة تعرف كيف تشجع وتشحذ همم الأفراد، وهنا يعلمنا بولس الرسول "لذلك قوّموا الأيادي المسترخية والرُكب المخلعة، واصنعوا لأرجُلكم مسالك مستقيمة، لكي لا يعسف الأعرج، بل بالحري يشفى" (عب 12: 13،12).
● ويتطلب ثالثًا وأخيرًا: حلم ورؤية مشتركة لإدارة تملك رغبة وإرادة حقيقية للتغيير، الذي يباركه الله ويرضاه، طبقا لما تعلمناه: "ولا تشاكلوا هذا الدهر مع، بل تغيروا بتجديد الذهن، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المقبولة الكاملة" (رو 12:2).
وينبغي أن يواكب تطور أهداف الإدارة ظهور أبعاد جديدة لها. يُمكن أن نتكلم عنها فيما يلى:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-management/administration.html
تقصير الرابط:
tak.la/caqk66r