St-Takla.org  >   books  >   nagy-gayed  >   christian-economics
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب التعاليم المسيحية.. ومبادئ الفكر الاقتصادي - أ. ناجي جيد

25- رابعًا: المسيحية.. ومفهوم المنفعة

 

St-Takla.org Image: Divide sign in mathematics صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز القسمة في الرياضيات

St-Takla.org Image: Divide sign in mathematics.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز القسمة في الرياضيات.

طبقًا لمبادئ وقواعد القيم الأخلاقية فأن المنفعة المادية للشيء (سلعة أو خدمة) تتحدد على قدر الاحتياج لها.. فالشيء تزيد منفعته كلما زادت درجة الحاجة إليه، والعكس صحيح. فعلى سبيل المثال نجد أن منفعة الماء لشخص تائه في الصحراء وليس معه ماء، لا تعادلها منفعة – بغض النظر عن تكلفة أو سعر الماء الذي قد تكون متناهية الصغر – حيث أنها قد تساوى في هذه اللحظة حياته التي يمكن أن يفقدها، وعلى العكس من هذا قد تجد أن منفعة أي أنواع لأطعمة ومأكولات متوقف عنها شخص صائم – خاصة مع بدء صيامه – لا تساوى شيء.

ومن هنا يمكن القول أن العلاقة بين الحاجة إلى الشيء ومنفعته هي علاقة طردية، وأن المتغير الرئيسي (القائد) في هذه العلاقة هو الحاجة إلى الشيء، وأن المتغير الثانوي أو التابع (المنقاد) هو منفعة الشيء. وإذا كان الأمر كذلك: فماذا عن قيمة الشيء؟

إن قيمة الشيء تتحدد أيضًا على مقدار منفعته.. ومن ثم فالعلاقة بينهما طردية. وأن المتغير الثابت في العلاقة هو منفعة الشيء والمتغير التابع هو قيمة الشيء. فبزيادة منفعة الشيء تزيد قيمته – من الناحية النظرية أو الافتراضية – وبانخفاض منفعة الشيء تنخفض قيمته.

وبتصور رياضي بسيط يمكن القول:

أن منفعة الشيء = دالة (الاحتياج للشيء).

وأن قيمة الشيء = دالة (المنفعة الشيء).

وبذلك تكون قيمة الشيء = دالة (الاحتياج للشيء).

 

ولكن ماذا يعنى هذا الأمر كتابيًا؟

إن أحد التعاليم الكتابية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى – على المستوى السلعي – يقول أن: "النفس الشبعانة تدوس العسل، وللنفس الجائعة كل مُر حلو" (أم 27: 7).. فماذا تعنى هذه الآية؟ يمكن أن نقول أن هذه الآية – طبقًا للتفسير الاقتصادي – تعنى: أن الإنسان الجائع يجد أن طعم أو مذاق أي طعام حتى لو كان مُر (أي ليس ذو درجة محايدة للطعم والمذاق فقط بل سالبة).. كطعم ومذاق الطعام الحلو (أي ذو الدرجات الموجبة في المذاق والطعم).

الأمر الذي يعنى أن منفعة الطعام للإنسان الجائع ترتفع وتتزايد طبقًا لدرجة احتياج الإنسان الجائع لهذا الطعام. ومن ثم فأن قيمة الطعام سوف ترتفع أيضًا طبقًا لاحتياج الإنسان للطعام. وعلى العكس من ذلك تمامًا سوف نجد أن النفس الشبعانة (التي تمثل درجة الاحتياج لديها صفر).. سوف تدوس العسل ذو الدرجة الموجبة للطعم والمذاق (والذي يمثل درجة منفعته في هذه الحالة صفر). ومن ثم فأن قيمة العسل سوف تهبط أيضًا إلى الصفر، طبقًا لدرجة احتياج الإنسان له (والتي تمثل في هذه الحالة صفر).

وعلى المستوى الخدمي.. يعلمنا الكتاب المقدس على لسان الرب يسوع: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" (مت 9: 12).. وبتأمل هذه الآية نجد أن منفعة الخدمة الطبية للإنسان المريض تزداد (طبقًا لنوع المرض ودرجة شدته)، في حين أن منفعة نفس الخدمة الطبية لا تعنى أي شيء للإنسان السليم. وعليه فأننا سوف نجد أن الإنسان المريض بمرض عضال وفي حاجة مُلحة للشفاء يكون على استعداد لدفع أي ثمن أو مقابل مادي في سبيل الحصول على الشفاء (أو استعادة صحته).. بينما لا يتوافر هذا الأمر نهائيًا عند الإنسان (غير المريض)، الذي لا يحتاج في هذه الحالة إلى الخدمة الطبية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-economics/concept.html

تقصير الرابط:
tak.la/y2r78vj