51- بداية سفر القضاة

* نجد أعظم وأطول ترنيمة حرب (قض5): تسبحة دبورة القاضية والنبية.

* أول خبر عن امرأة تقود الشعب بكل قوة وشجاعة (قض4) وهي دبورة القاضية والنبية.

يبدأ السفر بعبارة: وكان بعد موت يشوع وهذه إفتتاحية للسفر لأنه من حيث الترتيب التاريخي يظهر موت يشوع في (قض2: 8) "وَمَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ عَبْدُ الرَّبِّ ابْنَ مِئَةٍ وَعَشْرَ سِنِين فكأن الجزء الأول مجرد افتتاحية للسفر".

St-Takla.org Image: Battle of Judah and Simeon against Adoni-Bezek (Judges 1: 1-7) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375. صورة في موقع الأنبا تكلا: معركة يهوذا وشمعون أخيه ضد أدوني بازق (القضاة 1: 1-7) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

نرى في الإصحاح الأول: كله مجموعة أجزاء متنوعة، فنجد أن:

« (قض 1: 8-20) يهوذا صعد ومعه شمعون ليحاربوا اليبوسيين من أجل أورشليم ولكن يبدو أن اليبوسيين ظلوا في حصن فلم يستطيعوا إمتلاك الأرض كاملة وتركوهم.

« (قض1: 22-26) بيت يوسف يأخذ بيت ايل.

« (قض1: 27-36) قائمة بالمدن التي لم يستطع الأسباط الشمالية والوسطي ان تطرد منها الكنعانيين (منسي وافرايم وزبولون ونفتالي وأشير).

تهاون يتضح من الأسباط عن أمتلاك الأرض كاملًا.

← انظر باقي كتب السلسلة للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ونري في الإصحاح الثاني

* [وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم وقال أصعدتكم من مصر وأتيت بكم إلى الأرض... ولم تسمعوا لصوتي] (قض 2: 1-5).

* ملاك الرب هو ظهور لكلمة الله الذي قاد الشعب إلى الجلجال (ملاك في العبرية ولغات أخري بمعني (مرسل) تعني ارسالية أو مهمة أو خدمة. ملاك الرب إذًا يعني رسالة يهوه) هو الرب.

وصعود ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم فقد إتبعوا ممارسات سكان الأرض الوثنية.

طلب الرب أن يهدموا مذابح الأوثان ولم يسمعوا صوته...

فلم يطردهم من أمام الشعب وكانوا مضايقين لهم. رفعوا صوتهم وبكوا ودعوا اسم المكان بوكيم بمعنى بكاء (قض 2: 4) "وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكُوا."

* الجلجال: أول نقطة يصل إليها إسرائيل بعد العبور ودحرجة عار العبودية وما حدث هو أن الشعب تجاهل العهد الإلهي وأقاموا عهدًا مع سكان هذه الأرض.

* أخذ الله يعاقبهم على خيانتهم، لا يعود يطرد سكان كنعان أمامهم (قض2: 20، 21) “فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ هَذَا الشَّعْبَ قَدْ تَعَدُّوا عَهْدِيَ الَّذِي أَوْصَيْتُ بِهِ آبَاءَهُمْ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَأَنَا أيضًا لاَ أَعُودُ أَطْرُدُ إِنْسَانًا مِنْ أَمَامِهِمْ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ يَشُوعُ عِنْدَ مَوْتِهِ."

الأسباب:

§ ليعاقب إسرائيل عن ارتدادهم عن الرب (قض 2: 3، 20، 21).

§ ليمتحن ولاءهم للرب (هل يحفظون طريقه) (قض2: 22) “لأَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ: أَيَحْفَظُونَ طَرِيقَ الرَّبِّ لِيَسْلُكُوا بِهَا كَمَا حَفِظَهَا آبَاؤُهُمْ، أَمْ لاَ».

(قض3: 4) “كَانُوا لاِمْتِحَانِ إِسْرَائِيلَ بِهِمْ، لِيُعْلَمَ هَلْ يَسْمَعُونَ وَصَايَا الرَّبِّ الَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَهُمْ عَنْ يَدِ مُوسَى. "

§ ليمدّ إسرائيل بالخبرة في فن الحرب (قض 3: 2).

§ ويوجد سبب رابع هو عدم ترك الأرض لتصير برية قاحلة فتكثر وحوش الأرض (تث 7: 20 – 24) “وَلكِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْرُدُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكَ قَلِيلًا قَلِيلًا. لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفْنِيَهُمْ سَرِيعًا لِئَلا تَكْثُرَ عَليْكَ وُحُوشُ البَرِّيَّةِ."

* مات يشوع ومات الجيل الذي عاين أعمال الله العظيمة، فشل كل جيل أن يعلم الجيل التالي محبة الله مع أن هذا هو الأساس.

كان يشوع القائد المحارب لكنه أستطاع أن يحفظ أنظار الشعب مركزة على الله، وكان يجب أن يتعلموا منه أنه مهما كانت قوة القائد فإن قائدهم الحقيقي هو الله.

* ولم يكن بكاؤهم الذي مرَ إلاَ وقتيًا لذلك استحقوا أن يحمي غضب الرب عليهم ودفعهم بيد ناهبين ولم يقدروا أن يقفوا أمام أعدائهم (قض 2: 14).

علامة الانحراف (قض 3)

l الارتباط بغير المؤمنين ثم عبادة الآلهة الأخرى ولأنهم ارتبطوا بهم سقطوا في عباداتهم الوثنية البعل والعشتروت والسواري (قض3: 6) "وَاتَّخَذُوا بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً وَأَعْطُوا بَنَاتِهِمْ لِبَنِيهِمْ وَعَبَدُوا آلِهَتَهُمْ."

l ينطبق على هذا كلام بولس الرسول (2كو6: 14،15) "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ والإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟. "