الكتاب المقدس هو أقدم كتاب مكتوب في العالم، سواء كتب دينية أو أدبية أو تاريخية.
هيرودتس (المعروف بأبي التاريخ) كتب أعماله في القرن 5 ق. م. وهوميروس صاحب الإلياذة والأوديسة كتب ق 9 أو 8 ق. م. بينما موسى كتب أسفاره في القرن 15 ق. م.
أولاً التوراة من موسى إلى عهد
القضاة
ثانياً إلى عصر داود النبي وسليمان
ثالثاً من عصر الملوك إلى السبي
رابعاً ما بعد السبي
خامساً في ظل الحكم اليوناني
(عصر المكابيين)
سادساً في ظل الحكم الروماني
يذكر الكتاب المقدس "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ" (خر 24: 12).
وفي أثناء صعود موسى استلم من الرب كل ما كان من قبله، أي كل أحداث سفر التكوين، ولما نزل دَّون ما استلمه من الرب.
وهناك رأي يقوله البعض أنه دَّون ما استلمه خلال فترة الأربعين يوم على الجبل قبل نزوله.
وأتم موسى بعد ذلك كتابة أسفاره الخمسة (التوراة).
ثم سلم موسى هذه الأسفار إلى الكهنة واللاويين وأمر أن توضع في تابوت العهد في قدس الأقداس لكي تكون أساس التعليم ولكي أيضاً تُحفظ "فَعِنْدَمَا كَمَّلَ مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلَى تَمَامِهَا، أَمَرَ مُوسَى اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلًا: خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ." (تث 31: 24-26).
1- هارون وبنيه: الكهنة الذين تعينوا من الله نفسه لتعليم الشعب (خر 28: 1؛ عد 8: 1-9؛ لا 8، 9) "وَقَرِّبْ إِلَيْكَ هَارُونَ أَخَاكَ وَبَنِيهِ مَعَهُ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَكْهَنَ لِي. هَارُونَ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ بَنِي هَارُونَ." وعملهم الأساسي في (لا 10) لتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كَلَّمهم الرب بها بيد موسى.
2- رؤساء المجموعات: الذين عينهم موسى النبي رؤساء مئات وخمسين ورؤساء عشرات حسب مشورة يثرون حميه: "وَعَلِّمْهُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ، وَعَرِّفْهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسْلُكُونَهُ، وَالْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُونَهُ.وَأَنْتَ تَنْظُرُ مِنْ جَمِيعِ الشَّعْبِ ذَوِي قُدْرَةٍ خَائِفِينَ اللهَ، أُمَنَاءَ مُبْغِضِينَ الرَّشْوَةَ، وَتُقِيمُهُمْ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ، وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ، وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ، وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ." (خر 18: 21).
3- سبط لاوي بأكمله: الذي أختاره الرب لخدمة الشريعة والهيكل، وكانوا يساعدون موسى وهارون في كل عمل (لا 8، 9).
4- السبعون شيخًا: الذين اختارهم موسى بناءًا على أمر الرب ليعاونوه (عدد 11) حينما تذمر الشعب على موسى: "فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى السَّبْعِينَ رَجُلًا الشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا." (عدد 11: 15).
5- الشعب كله: الذي كان يسمع الأحكام والفرائض وكانوا شهود عيان: "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنَا آتٍ إِلَيْكَ فِي ظَلاَمِ السَّحَابِ لِكَيْ يَسْمَعَ الشَّعْبُ حِينَمَا أَتَكَلَّمُ مَعَكَ، فَيُؤْمِنُوا بِكَ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ». وَأَخْبَرَ مُوسَى الرَّبَّ بِكَلاَمِ الشَّعْبِ." ( خر 19: 9).
6- يشوع بن نون: تلميذ موسى النبي وخادمه، وان يكتب موسى التوراة ويضعها في مسامعه حسب وصية الرب: "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوع»."(خر 17: 14) وبعد موت موسى خلفه يشوع بن نون، وكانت أول وصية له من الرب: "لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ." (يش 1: 8).
ولا ننسى أن هناك وصية لموسى من الله وأوصى بها يشوع "اِجْمَعِ الشَّعْبَ، الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالْغَرِيبَ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ، لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيَتَعَلَّمُوا أَنْ يَتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَيَحْرِصُوا أَنْ يَعْمَلُوا بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ." (تث 31: 10، 12) و ذلك في عيد المظال.
والذي كتب خبر موت موسى في سفر التثنية هو يشوع، رغم أن يوسيفوس المؤرخ قال أن الذي كتب خبر موسى هو موسى نفسه (وهذا غير مقبول).
وكانت وصية موسى للشعب قبل موته "لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِكَيْ تَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا." (تث 4: 2)
وبدأ يشوع يكتب أحداث امتلاك الأرض، وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله (يش 24: 26).
وبعد موت يشوع بدأ عصر القضاة، وهذا السفر كتبه صموئيل النبي وفي (قض 3: 1-5) يقول "فَهؤُلاَءِ هُمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تَرَكَهُمُ الرَّبُّ لِيَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ، كُلَّ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا جَمِيعَ حُرُوبِ كَنْعَانَ إِنَّمَا لِمَعْرِفَةِ أَجْيَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِتَعْلِيمِهِمْ الْحَرْبَ. الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوهَا قَبْلُ فَقَطْ: أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ، وَجَمِيعُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالصِّيْدُونِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ سُكَّانِ جَبَلِ لُبْنَانَ، مِنْ جَبَلِ بَعْلِ حَرْمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ. كَانُوا لامْتِحَانِ إِسْرَائِيلَ بِهِمْ، لِكَيْ يُعْلَمَ هَلْ يَسْمَعُونَ وَصَايَا الرَّبِّ الَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَهُمْ عَنْ يَدِ مُوسَى. فَسَكَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ".
نفهم من ذلك أنه كانت هناك وصايا معروفة لدى الشعب في زمن القضاة.
بدايةً، صموئيل النبي هو الذي كتب سفر صموئيل ووضعه أمام الرب "فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة و كتبه في السفر و وضعه أمام الرب." (1صم 10: 25).
ولما طلب الشعب أن يملك عليهم ملك، اختار الله لهم شاول ولكنه عوج طريقه فرفضه الله.
ثم مُسِحَ داود ملكًا بيد صموئيل النبي (1 صم 16: 1): "فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا»."
وكانت وصية الله لكل ملك أن يحفظ شريعة الله جاءت في (تث 17: 18-20) "وَعِنْدَمَا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَمْلَكَتِهِ، يَكْتُبُ لِنَفْسِهِ نُسْخَةً مِنْ هذِهِ الشَّرِيعَةِ فِي كِتَابٍ مِنْ عِنْدِ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ، فَتَكُونُ مَعَهُ، وَيَقْرَأُ فِيهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، لِكَيْ يَتَعَلَّمَ أَنْ يَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَهُ وَيَحْفَظَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهذِهِ الْفَرَائِضَ لِيَعْمَلَ بِهَا، لِئَلاَّ يَرْتَفِعَ قَلْبُهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، وَلِئَلاَّ يَحِيدَ عَنِ الْوَصِيَّةِ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا. لِكَيْ يُطِيلَ الأَيَّامَ عَلَى مَمْلَكَتِهِ هُوَ وَبَنُوهُ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ".
وكانت الشريعة هي حياة داود يلهج فيها نهاراً وليلاً (مز 1: 2؛ 119: 1-8).
وأول وصية أوصاها داود لسليمان ابنه الذي ملكه في حياته هي "اِحْفَظْ شَعَائِرَ الرَّبِّ إِلهِكَ، إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ، وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، لِكَيْ تُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ." ( 1مل 2: 3).
وبعد أن بَنَى سليمان الهيكل وضع الشريعة في محراب البيت (قدس الأقداس) "وَهَيَّأَ مِحْرَابًا فِي وَسَطِ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِل لِيَضَعَ هُنَاكَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ." (1مل 6: 19).
ولما مات سليمان، خلفه ابنه رحبعام الذي لم يكن فيه حكمة أبيه، فانقسمت المملكة: عشرة أسباط ملَّكوا يربعام (المملكة الشمالية)، وسبط واحد مع رحبعام هو بنيامين (مملكة يهوذا).
كل ملوك المملكة الشمالية زاغوا إلى العبادة الوثنية، فكان السبي الأشوري، وانتهت المملكة وتحققت النبوات: "أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِالأَصْنَامِ.. لاَ تَفْرَحْ يَا إِسْرَائِيلُ طَرَبًا كَالشُّعُوبِ، لأَنَّكَ قَدْ زَنَيْتَ عَنْ إِلهِكَ.. هَلاَكُكَ يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ، عَلَى عَوْنِكَ. فَأَيْنَ هُوَ مَلِكُكَ حَتَّى يُخَلِّصَكَ فِي جَمِيعِ مُدُنِكَ؟ وَقُضَاتُكَ حَيْثُ قُلْتَ: أَعْطِنِي مَلِكًا وَرُؤَسَاءَ؟ أَنَا أَعْطَيْتُكَ مَلِكًا بِغَضَبِي وَأَخَذْتُهُ بِسَخَطِي" (هو 4: 17؛ 9: 1؛ 13: 9-11).
تسرَّبت العبادة الوثنية إلى مملكة يهوذا، وسار بعض ملوكها وراءها. لكن نجد ملوك أتقياء كحزقيا ويوشيا، الذين قاما بإصلاحات كثيرة.
فلما ملك يوشيا رَمَّم الهيكل أولًا، وأثناء الترميم وجدوا سفر الشريعة، فجمع كل شيوخ يهوذا وأورشليم ووقف على منبره وقطع عهدًا أمام الرب لحِفظ وصاياه (2 أي 34: 29-31).
زاغ آخر ملوك يهوذا: يهوياقيم ويهوياكين وصدقيا، وعملوا الشر أمام الرب، فكان السبي البابلي.
كانت الشريعة معهم في السبي، وكان في السبي كهنة يعلموهم.
حزقيال النبي وعزرا ودانيال النبي في السبي عرف ما كتبه إرميا النبي عن العودة من السبي بعد 70 سنة.
ومع السبي انتشرت المجامع التي احتاجوا إليها بديلًا عن الهيكل، خصوصاً بسبب أن اليهود الذين سُبيوا هربوا إلى أماكن كثيرة، فالبعض بقى في بابل، والبعض ذهب إلى أرمينيا وسوريا ومصر (عند معبد فيلة حيث كانت هناك جالية يهودية كبيرة).
فانتشار اليهود في بلدان عديدة، وتأسيسهم الكثير من المجامع هناك يؤكد على أن أسفار الشريعة كانت منتشرة لأنهم يستخدمونها في القراءة والعبادة.
(أقاموا هذه المجامع كبديل للهيكل وكانوا يحفظون فيها الأسفار المقدسة ويقول عنها فيلو اليهودي الذي كان معاصراً للسيد المسيح بيوتاً للتعليم وقراءة الناموس... وانتشرت هذه المجامع...)
بعد الرجوع من السبي عام 538 ق.م. وعودة زرُبابل الذي اهتم بالعبادة وبنى مذبح للرب وبنى الهيكل. ثم عودة عزرا 458 ق.م،. ثم نحميا 445 ق.م.
وحجي وزكريا اللذين شجعوا الشعب على بناء الهيكل (عز 5).
ظل الحال هكذا حتى جاء الإسكندر الأكبر الذي فرض سيطرته على منطقة الشرق الأوسط سنة 331 ق.م. وكانت أعداد اليهود في مصر كبيرة تصل إلى مليون شخص.
جاء بعد الإسكندر بطليموس الذي أمر بعمل الترجمة السبعينية.
فيلو المؤرخ اليهودي ويوسيفوس الذين عاصروا المسيح والرسل!: فيلو له كتاب باسم حياة موسى يشهد أنه كتب الأسفار الخمسة، ويوسيفوس يشهد: عندنا 22 كتاب ونظن أنها وحي إلهي خمسة كتبها موسى النبي.
نصل إلى أنطيخوس إبيفانوس الذي أثار الحرب ضد اليهود (175-163 ق.م.) ولكن وقف له يهوذا المكابي واستطاعوا أن ينتصروا على اليونان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ورغم ما فعله أنطيخوس من حرق للهيكل ولكتب الشريعة وذبح الخنزير على المذبح.
لكن استطاع المكابيين الاحتفاظ بالشريعة في مكان سري واسترجاع كل شيء (2مك 2: 14).
وفي عصر المكابيين ظهرت فئة تدعى "الأسينيين" وكانوا يسكنون في وادي قمران وتم اكتشاف كل أسفار العهد القديم تقريباً هناك عام 1947 م وبعضها يعود إلى 125 ق.م ومن ضمن المخطوطات المكتشفة نسخة كاملة من سفر إشعياء النبي، والأسينيين هم من الطوائف المكابية اليهودية وكانت لهم حياة خاصة، فعاشوا في حياة الزهد والتبتل والعبادة وكان كل شيء بينهم مشتركاً.
وشهادة أخرى نجدها في سفر يشوع بن سيراخ 180 ق.م. نجد أن حفيده الذي ترجم أعماله يقول: "أن جدي كرس نفسه لقراءة الناموس والأنبياء والكتب الأخرى التي لآبائنا." مما يدل على انتشار أسفار العهد القديم كله مع الأسفار القانونية من طوبيا إلى المكابيين في عهده.
ويؤكد سفر الأعمال على انتشار المجامع اليهودية في أماكن عدة مثل: روما، وسلاميس، وتسالونيكي.
"وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ، إِلَى الْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالًا أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ." (أع 9: 2).
"وَلَمَّا صَارَا فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَلِمَةِ اللهِ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ. وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِمًا." (أع 13: 5).
"وَأَمَّا هُمْ فَجَازُوا مِنْ بَرْجَةَ وَأَتَوْا إِلَى أَنْطَاكِيَةِ بِيسِيدِيَّةَ، وَدَخَلُوا الْمَجْمَعَ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَلَسُوا." (أع 13: 14).
" فَاجْتَازَا فِي أَمْفِيبُولِيسَ وَأَبُولُونِيَّةَ، وَأَتَيَا إِلَى تَسَالُونِيكِي، حَيْثُ كَانَ مَجْمَعُ الْيَهُودِ." (أع 17: 1).
"وَإِذْ كَانَ بُولُسُ مُزْمِعًا أَنْ يَفْتَحَ فَاهُ قَالَ غَالِيُونُ لِلْيَهُودِ: «لَوْ كَانَ ظُلْمًا أَوْ خُبْثًا رَدِيًّا أَيُّهَا الْيَهُودُ، لَكُنْتُ بِالْحَقِّ قَدِ احْتَمَلْتُكُمْ." (أع 18: 14).
وبالطبع كل هذه المجامع بها الأسفار المقدسة جميعها.
صار هناك مجمع السنهدريم (أو السنهدرين) [وهي كلمة يونانية تعني "اجتماع"]، وكان من أعضاء هذا المجمع شخص اسمه "سمعان الكاهن" الذي أكمل الأسفار التي لم يصل إليها عزرا.
جميع الأسفار كانت محفوظة بكل حرص، ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودي: "يوجد برهان عملي على كيفية معاملتنا لهذه الكتب، فرغم المدة الطويلة التي انقضت حتى الآن (1500 سنة)، لم يجرؤ أحد أن يضيف إليها أو يحذف منها شيء".
فقد كانت وصية لموسى النبي: "لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِكَيْ تَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا" (تث 4: 2)، و"كُلُّ الْكَلاَمِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لاَ تَزِدْ عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْهُ" (تث 12: 32).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/ot-reach.html
تقصير الرابط:
tak.la/3jtw3n8