ª ووصلوا إلى رفيديم وعطش الشعب أعطونا ماء لنشرب وأيضًا طلبوا بتذمر فدائما يطلبون بتذمر ولا يطلبوا بهدوء ولا يعرفون أن الله يعطيهم ما يحتاجون دون أن يطلبوا في (خر 17: 2) " فَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: «أَعْطُونَا مَاءً ِنَشْرَبَ!» فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ الرَّبَّ؟»."
ª وكان تذمرًا صعبًا جدًا لدرجة أن موسى كلم الرب ماذا أفعل بهذا الشعب، بعد قليل يرجمونني.
ª يقول في (خر 17: 5 – 7) فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُرَّ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَخُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَعَصَاكَ الَّتِي ضَرَبْتَ بِهَا النَّهْرَ خُذْهَا فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ. هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». خذ معك شيوخ لكي يكونوا شهودًا على هذه المعجزة.
ª فَفَعَلَ مُوسَى هَكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي وَسَطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟» (مسّه:تجربة – مريبة: مخاصمة).
o الصخرة ترمز إلى السيد المسيح كما يقول بولس الرسول في (1 كو 10: 3، 4) "وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا. وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ."
o الماء المتفجر من الصخرة: يُشير إلى الروح القدس، الذي قدمه الله لنا سر تقيسنا وسر ثباتنا فيه والسيد المسيح قال للسامرية في (يو 4) «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا».
ª أما ما جاء في (مز 78: 15) يقول "شَقَّ صُخُورًا فِي الْبَرِّيَّةِ وَسَقَاهُمْ كَأَنَّهُ مِنْ لُجَجٍ عَظِيمَةٍ." صخورًا يرمز لشيء آخر يشير إلي أن المؤمنين جميعًا الذين كانت قبلًا قلوبهم متحجرة كالصخر تفجرت منها ينابيع حياة خلال الصليب لا لترتوي فقط وإنما أيضًا لتفيض على الآخرين.
ª أما عن الصخرة فجاءت في (مز 105: 41) "شَقَّ الصَّخْرَةَ فَانْفَجَرَتِ الْمِيَاهُ. جَرَتْ فِي الْيَابِسَةِ نَهْرًا."
ª وفي (مز 114: 18) " الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ".
ª وكان هذا رمزًا لينابيع العهد الجديد التي فجرها السيد المسيح مناديًا العطاش إلى البر أن يتقدموا ويشربوا من الماء الحي كما جاء في (يو 7: 38 – 40) " مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ ». قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن ينالوه لأن الروح القدس لم تكن قد أعطي بعد لكن لأن يسوع لم يكن قد تمجد بعد. فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ»." إذًا هنا الماء المتفجر يُشير إلى الروح القدس.
ª وما كان للشعب أن يرتوي من الصخرة قبل أن تضرب وما كنا أبدًا نتمتع بالخلاص إلا بعد صعود السيد المسيح علي الصليب بإرادته وكما يقول أشعياء النبي [ضُربَ من أجل ذنب شعبي] كما جاء في (أش 53: 8) وضُربَ مرة واحدة لذلك لما ضربها مرة ثانية موسي النبي وكان معه هارون حرم من دخول أرض الموعد وقال لهما من اجل إنكما لم تقدساني أمام الشعب وتضرع موسي دعني أعبر، ردّ الرب لا تعد تكلمني في هذا الأمر (تث 3:23-35).
X هذا ما فعله السيد المسيح على الصليب دفع الثمن خلال الصليب حتى يبرر ويغفر قدم نفسه مرة واحدة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. كما يقول بولس الرسول في (عب 7: 27) "الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلًا عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ." قدم نفسه محتملًا خلال العدل الإلهي ثمن خطايانا علي الصليب، وعندما طعن بالحربة خرج من جنبه دم وماء كفارة وتطهيرًا لكل من يؤمن به ولذلك قائد المئة عندما رأي هذا آمن انه المسيح له المجد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/exodus-complaints-5.html
تقصير الرابط:
tak.la/zw6xx3z