(11)
أما ثيئوغنوستس فهو كما ذكرت يتبع نفس شرح أورجينوس ويقول أن الذي يَتَخَطَّى الحاجز الأول والثاني يستحق عقوبة أقل. ولكن الذي يَتَخَطَّى الحاجِز الثالث لا يمكن أن يحصل على مغفرة. وهو يدعو التعليم الخاص بالآب والابن بالحاجزين الأول والثاني. أما الحاجز الثالث فهو التعليم الذي يُقَال في المعمودية والخاص بالروح القدس، ولكي يؤكد ثيئوغنوستس هذا الشرح اقتبس كلمات الرب للتلاميذ “عندي أشياء كثيرة لأخبركم ولكنكم لا تحتملون بعد، ولكن متى جاء الروح القدس فهو سيعلمكم” (يوحنا 16: 12-13). وقال ثيئوغنوستس عن هذه الكلمات أن المُخَلِّص تحدث مع أناس لا يمكنهم أن يقبلوا التعاليم الكاملة، ولذلك نزل إلى مستواهم غير الكامل. أما الذين تَكَمَّلُوا فهم الذين قبلوا الروح القدس في المعمودية. والتعليم الكامل هو من نصيب الذين حل فيهم الروح القدس.
لكننا نحذر كل مَنْ يقرأ هذه الكلمات من عدم فهمها بصورة سليمة، إذ لا يجب أن يظن أحد أن التعليم عن الروح القدس أسمَى من التعليم عن الابن ما دام الابن قد نزل إلى مستوى غير الكاملين بينما الروح القدس هو “ختم الكمال”. كما علينا أيضًا أن نحذر من الظن بأن الروح أسمَى من الابن طالما أن التجديف على الروح بلا مغفرة. ولكن المغفرة لغير الكاملين (غير المعمدين) أما الذين ذاقوا الموهبة السماوية وصاروا كاملين فلا مغفرة لهم ولا صلاة يمكنها أن تسهل لهم المغفرة. هذا ما ذكره هذان الكاتِبَان المجاهدان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/theognostus.html
تقصير الرابط:
tak.la/wrjbf43