St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

18- موسى رفض قيادة ملاك للشعب، بل طلب الله نفسه، وبالتالي فالروح القدس ليس ملاكًا

 

St-Takla.org Image: Moses on the mountain (Exodus 19) - Unknown illustrator. صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى النبي على الجبل (الخروج 19) - لفنان غير معروف.

St-Takla.org Image: Moses on the mountain (Exodus 19) - Unknown illustrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى النبي على الجبل (الخروج 19) - لفنان غير معروف.

(12)

وإذ عرف موسى بيقين أن الملائكة مخلوقات، بينما أن الروح القدس متحد مع الابن والآب، فإنه لما قال الله له “اذهب وأصعد من هنا أنت وشعبك الذي أصعدته من أرض مصر إلى الأرض التي حلفت لإبراهيم وإسحق ويعقوب قائلًا لنسلكم سوف أعطيها، وأنا أرسل أمام وجهك ملاكي وأطرد الكنعانيين” (خر 33: 1، 2)، فاستعفى قائلًا: “ان لم تسر معنا أنت بنفسك، فلا تصعدني من ههنا” (خر 33: 15)، لأنه لم يشأ أن يتقدم الشعب مخلوق، لئلا يُتَعَلَّم أن يُعْبَد المخلوق، وليس الله الذي خلق كل الأشياء. وبكل تأكيد فما دام (موسى) قد رفض قبول الملاك، فقد كان يرجو أن يقود الله الشعب بنفسه. أما الله فقد وعده وقال له: “هذا الأمر أيضًا الذي تكلمت عنه أفعله. لأنك وجدت نعمة في عيني وعرفتك أكثر من الجميع” (خر 33: 17)[س]. وَكُتِبَ في إشعياء: "أين الذي أصعد من الأرض راعي الغنم؟ أين هو الله الذي جعل في وسطهم الروح القدس، الذي قاد موسى بيمينه" (أش 63: 11، 12). وبعد ذلك بقليل يقول: “الروح نزل من عند الرب وقادهم” (أش 63: 14). هكذا قدت شعبك لتصنع لنفسك اسم مجد” (لا 11: 45).

فَمَنْ ذا الذي لا يدرك الحقيقة من خلال هذه الأمور؟ فعندما وعد الله بأنه سيقودهم، فإنه لم يعد بأن يرسل ملاكًا بل روحه الذي هو فوق الملائكة، وهو نفسه الذي كان يقود الشعب، وهكذا يتبين أن الروح ليس واحدًا من بين المخلوقات، وهو كذلك ليس ملاكًا، بل هو أعلى من الخليقة، وهو متحد بلاهوت الآب. لأن الله نفسه، بالكلمة في الروح(13)، كان يقود الشعب. ومن ثم، فإنه من خلال الكتاب المقدس كله يقول: “أني أصعدتكم من أرض مصر، وأنتم شهود أن كان هناك إله غريب بينكم سواي” (لا 19: 36). والقديسون يخاطبون الله قائلين “هديت شعبك كالغنم” (مز 77: 20).

وأيضًا: “هداهم على الرجاء فلم يجزعوا” (مز 77: 53)[س]، وله يرنمون قائلين: “الذي قاد شعبه في البرية لأن إلى الأبد رحمته” (مز 136: 16). ويتكلم موسى العظيم باستمرار قائلًا: “الرب إلهكم السائر أمامكم” (تث 1: 30). وإذن، فإن روح الله، لا يمكن أن يكون ملاكًا ولا مخلوقًا، ولكنه خاص بلاهوته. لأنه عندما يكون الروح القدس مع الشعب، يكون الله معهم بالابن في الروح.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(13) “الله.. بالكلمة، في الروح” واضح هنا أن القديس أثناسيوس يرى في (إشعياء 63: 14) إشارة للأقانيم الثلاثة في الله، والى نزول الروح من الابن بمشيئة الآب.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/moses.html

تقصير الرابط:
tak.la/gc9yy5w