(2)
هذه الأسباب كافية لأن تقنع كل مُحِب للمشاكسة، ألا يستمر في القول بأن روح الله مخلوق، وهو الذي في الله، والذي يفحص أعماق الله، والذي يُعْطَى من الآب بواسطة الابن، وحتى لا يضطر نتيجة لهذا أن يدعو الابن أيضًا مخلوقًا الذي هو الكلمة، والحكمة، والرسم، والشعاع، والذي من يراه يرى الآب. وحتى لا يُسْمَع أخيرًا “كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضًا” (1يو 2: 23). لأن مثل هذا الإنسان سَيَصِل بعد قليل إلى القول مع الجاهل “ليس إله” (مز 14: 1).
ورغم ذلك فلكي يكون بُرهاننا ضد عديمي التقوى أكثر قبولًا، يكون حسنًا أن نضع في اعتبارنا تلك الأسباب التي تُبَيِّن أن الابن ليس مخلوقًا، ومنها يتبين أيضًا أن الروح ليس مخلوقًا. فالمخلوقات هي مما لم يكن ولها بداية وجود، لأنه “في البدء خلق الله السموات والأرض” (تك 1: 1)، وكل ما فيها. وأما الروح القدس فهو من الله، وَيُقَال عنه أنه (من الله)، كما قال الرسول. ولكن إن كان الابن ليس من العدم بل من الله فمن الطبيعي ألا يكون مخلوقًا، وبالضرورة يكون الروح غير مخلوق، لأننا قد اعترفنا أنه من الله. فالمخلوقات هي التي من العدم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/from-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/xp37ysb