ويتقدمون بحجة أخرى فيقولون ليس المقصود بهذا العمل في الكنيسة حقيقة، ولكنه عمل من قبيل الذكرى، فهو تِذكار جسد الرب ودمه. ویستندون في دعواهم هذه على عبارة نطق بها لوقا البشير، وقد انفرد في ذِكرها عن باقي البشيرين. فاسمعوا ماذا يقول: "وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي" (لو 22: 19).
أيها الأعزاء:
يُعَلِّمنا المنطق أن الفرق عظيم بين القول: "اصنعوا هذا لذكري"، وبين "اصنعوا هذا تِذكارًا لجسدي". لأن الصورة ليست هي ذات الشخص، لذلك لم يَقُل يسوع المسيح: "اصنعوا هذا لِتِذْكَار جسدي"، ولكنه قال: "اصنعوا هذا لذكري". وقد فَسَّرها لنا بولس الرسول في موقف آخر، فهناك فَرْق عظیم بین تِذكار وعمل يُعْمَل للذكرَى. واليكم قرينة قوية تدحض هذا الاحتجاج. فالكتاب المقدس موحى به من الله، وصالح للتعليم والتوبيخ والتقويم. وقد كُتِبَت الأناجيل الأربعة في أوقات وأماكن مختلفة، ولأقوام متباينة. فكتب متى البشير إنجيله لقوم بلغتهم، ومرقس لآخرين، ولوقا لآخرين، ويوحنا كتب لآخرين. فإذا كان الروح القدس يقصد أنها فريضة تِذكارية، فهل يسكت عن ذِكرها في الأناجيل الأخرى؟! كلا! وإلا يكون قد قال لأُناس هذه حقيقة، ولآخرين هذا عمل تِذكاری. فهل يناقض الروح القدس نفسه، ويبشر قومًا بتعليم وغيرهم بتعليم آخر؟! فإذا كانت هذه الحقيقة وهي عقدة من عقد الإيمان، فكيف لا يوضحها الوحي الإلهي توضیحًا كاملًا؟ وهناك فرق عظيم بين جسد الرب ودمه، وبين تِذكارهما، كالفرق بين النور والظلام، والموت والحياة، والسماء والأرض. وإذا كانت حقيقة هذا السر تِذْكَار لجسد الرب ودمه فقط، فهل يهمل الروح القدس ذِكرها في ثلاثة أناجيل، ويذكرها في إنجيل واحد؟ أقول لكم كلا!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iskander-hanna/eucharist/not-a-memorial.html
تقصير الرابط:
tak.la/4rdtyy6