أيها الأعزاء:
تعجبني كملة قرأتها في إحدى عظات الواعِظ المشهور بين هذه المذاهب وهو المستر سبرجن(4) قال "لم أصِر مسیحيًا كاملًا إلا لما فهمت ألفاظ ربنا يسوع المسيح على ظاهرها"(5). فإذا كان يقول هذه الكلمات، فلماذا لا يُتَمِّمها عمليًّا ويؤمن بحقيقة جسد الرب ودمه الاقدسين. ولكن بينما نسمع هذه الكلمات قولًا، نراهم يرفضونها عملًا وإيمانًا!
اجتمع مرة إنسان مِمَّن يخالفون هذه الحقيقة وهذا التعليم الإلهي المجيد في مجلس، وكان يقاوم هذه العقيدة متكلًا على أنها ألفاظ مجازيَّة. وكان أمامه أحد أبناء الكنيسة الطاهرة الذين يؤمنون بهذا السر الإلهي، وهو فتى يبلغ من العمر أربع عشرة سنة، تقدم إلى هذا المحاوِر المُنْكِر وقال له: يا سيدي أسألك سؤالًا واحدًا؟ فأجاب: قل يا بني، فقال له الفتي: يثبت الإنجيل بوضوح تام ان المسيح ربنا نفسه صرَّح بفمه الطاهر قائلًا: خذوا كلوا هذا هو جسدي وخذوا اشربوا هذا هو دمي. فهل نطق يسوع المسيح له المجد بهذه الكلمات أم لم ينطق بها؟ فأجابه: نعم فنطق بها بكل تأكيد. فسأله الفتي: هل المسيح قال ما قصد أم قال ما لم يقصد؟ فإن كان قال ما قصد يكون هذا السر جسد ودم حقيقيين، وان كان قال ما لم يقصد يكون قد أدخل الشك في عقول البشر وَضَلَّل الناس عن الحقيقة. فهل جاء لتضليل البشرية أم لإرشادها. فأنت تقول أنها ألفاظ مجازية، فهل المسيح كان ضعيفًا في اللغة وفي انتقاء الألفاظ التي تدل على حقيقة قصده؟! كان يمكنه وفي استطاعته أن يقول هذا رمز وأنه قاله مجازًا فلا يدع كنيسته كالسمك في البحر مدة ستة عشر قرنًا.
بقيت جميع الكنائس تؤمن وَتُعَلِّم باستحالة الخبز والخمر إلى جسد حقیقي ودم حقيقي ليسوع المسيح، إلى ما بعد ظهور حركة الانشقاق في أوربا بقيادة مارتن لوثر. وبعد ذلك أخذت الشيع اللوثرية (البروتستانينة) تطعن في هذا الاعتقاد حتى تقرروا أنتم أنها أقوال مجازية. إن يسوع المسيح قد أتى نورًا لإرشاد العالم وقد قال ما قصد؛ أليس هذا حق أيها الأعزاء.
ونجد في الكتاب المقدس براهين وإثباتات تقنع بني البشر وتلزم أصحاب هذه المزاعم أن يرجعوا عن غِيهم، ولكنهم يا أخوتي يفتحون الكتاب وينتقون ما يوافقهم فيقبلونه، ويرفضون ما عداه! فهل هذا من حق بني البشر؟ كلا! إن هذا ليس المطلوب.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
اسمعوا اسمعوا. وقف الآب في موقفين: موقف العِماد قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرت"؛ وأيضًا على جبل التجلي يكرر هذه الألفاظ قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا". تعالوا يا أصحاب هذا الزعم، فهل كان هذا الكلام مجازيًّا؟ وهل هذا. مِقدار إيمانكم؟ مَن منكم لا يؤمن أن المسيح ابن الله الحي؟ فلماذا إذا صدقتم الذي قال: "هذا هو ابني الحبيب" وآمنتم بها؟ فهل يَلِد الله؟ ولماذا لا نصدق هذا الفم عينه عندما يقول: "هذا هو جسدي وهذا هو دمي"؟ فهل من حقنا أن نختار ما نؤمن به ونرفض ما لا يتفق مع أهوائنا؟
أيها الأحباء: إن الذي قال: "هذا هو ابني الحبيب" هو الذي قال "هذا جسدي وهذا دمي"، فلا مفر من التصديق والإيمان والخضوع لهذه الأقوال الإلهية.
_____
(4) توضيح من الموقع: قد يكون المقصود بـ"المستر سبرجن" هو Charles Spurgeon الذي عاش في الفترة ما بين (1834-1892 م.)
(5) إضافة من الموقع: لم نستطع الوصول لترجمة القول أو مصدره الأصلي، ولكن هذه أقوال أحرى لـ"تشارلز سبورجون" حول أهمية الالتزام بكلام السيد المسيح:
"When Jesus speaks, it is wisdom to listen. His words are truth without mixture of error and light without shadow of darkness."
"The Bible is not meant to puzzle you, but to explain to you the way of salvation. Our Lord meant what He said, and He said what He meant."
"If Christ has said it, let us believe it. If He has promised, let us take Him at His word."
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iskander-hanna/eucharist/body-and-blood.html
تقصير الرابط:
tak.la/tqxvj3r