مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سر القربان المقدس - أ. إسكندر حنا

13- السيد المسيح لم يعطي مجازًا في كلامه عن تناول جسده ودمه

 

St-Takla.org Image: Then He took a cup of wine and when He had given thanks, He gave it to them, saying, ‘Drink from it, all of you. This is my blood of the covenant, which is poured out for many for the forgiveness of sins. I will not drink wine again until I drink it with you in my Father’s kingdom.’ (Matthew 26: 27-29) (Mark 14: 23-25) - "The Last Supper" images set (Matthew 26:17-30, Mark 14:12-31, Luke 22:7-39, John 13:1 - 17:26): image (14) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا: «اشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. وأقول لكم: إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي»" (متى 26: 27-29) - "ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم، فشربوا منها كلهم. وقال لهم: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين. الحق أقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة إلى ذلك اليوم حينما أشربه جديدا في ملكوت الله»" (مرقس 14: 23-25) - مجموعة "العشاء الأخير" (متى 26: 17-30, مرقس 14: 12-31, لوقا 22: 7-39, يوحنا 13: 1 - 17: 26) - صورة (14) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

فهل إذا جئنا إلى الكلمات التي قالها يسوع المسيح عن جسده المقدس ودمه الكريم نجد فيها قرينة مجازيَّة أو وجه شبه يُفْهَم منه أنه كلام مجازی؟ أقول لكم كلا. وإليكم شهادة الوحي الإلهي، إذ يخبرنا متى البشير قائلًا "وفيما هم يأكلون، أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا. هذا هو جسدي، وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا: اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يُسْفَك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. وأقول لكم إني من الآن لا أشرب من نِتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي. ثم سَبَّحُوا وخرجوا إلى جبل الزيتون" (مت 26: 26-30). أين الإيضاح؟ أين التفسير الذي يبين ويثبت لنا أن هذا الكلام مجازًا وليس حقيقة راهنة ثابتة؟!

 

ننتقل إلى الإنجيل الثاني فنجد مرقس البشير يُبَرْهِن هذه الحقيقة قائلًا "وفيما هم يأكلون، أخذ يسوع خبرًا وبارَك وكسر وأعطاهم، وقال: خذوا كلوا هذا هو جسدي. ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم. وقال لهم: هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يُسْفَك من أجل كثيرين" (مر 14: 22-23). هذا نص بالحرف كما قال زميله. فأين الوصف والإيضاح وقرينة المجاز التي تثبت كل مجاز، لكي يوضح بها المتكلم ما يرمي اليه وما هي مقاصده وغاياته.

 

ولما نأتي إلى الإنجيل الثالث نجد يسوع المسيح له المجد يقول "لأني أقول لكم إني لا أشرب من نِتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله. وأخذ خبزًا وشكر وكسر وأعطاهم قائلًا: هذا هو جسدي الذي يُبْذَل عنكم. اصنعوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضًا بعد العشاء قائلًا: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسْفَك عنكم" (لو22: 18-20)، أین الإيضاح؟ وأين الإشارة إلى وجه المجاز، ظاهرة كانت أم باطنة؟

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

وإذا ما أتينا إلى الإنجيل الرابع نجد يسوع المسيح يقول بفمه الطاهر "لأن جسدي مأكل حق، ودمي مشرب حق" (یو 6: 55). وهذا الكتاب شاهد على مقاومي هذه الحقيقة، ففي حاشية الكتاب نجد ألفاظًا تَدْحَض أقوالهم الواهية. جسدي مأكل "حقيقي" أو "بالحقيقة"، ودمي مشرب "حقيقي" أو "بالحقيقة".

 

هذا ما قَصَّتهُ علينا الأناجيل الأربعة بأقوال شاهدة ناطقة تحتم لفظًا ومعنى روحًا وجسدًا أن يسوع المسيح له المجد لم يَشِر إلى معانٍ مجازية قولًا أو فِعلًا. فما رسمه هو سر إلهي يعمل فيه الروح القدس فيستحيل إلى جسد ودم حقيقيين ليسوع المسيح.

كلام المسيح بخصوص التناول

سر القربان المقدس كتب أ. إسكندر حنا

الفرق بين أقوال المسيح المجازية والحرفية

---