مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سر القربان المقدس - أ. إسكندر حنا

12- الفرق بين أقوال المسيح المجازية والحرفية، وشرح المجاز في آيات: أنا هو الباب - الطريق - الكرمة

 

St-Takla.org Image: "I am the way, the truth, and the life. No one comes to the Father except through Me" (John 14:6), art by Emad Naiem, 2016. - St. Mary & St. Joseph Coptic Orthodox Church, Smouha, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, December 6, 2019. صورة في موقع الأنبا تكلا: آية: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي." (يوحنا 14: 6).، رسم الفنان عماد نعيم، 2016 م. - من صور كنيسة العذراء مريم والقديس يوسف، سموحة، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 6 ديسمبر 2019 م.

أيها الأعزاء:-

هذه أقوال كل مَن يسمعها يراها ألفاظًا معسولة تنطبق على الشعور الإنساني، والكنيسة الطاهرة لا ترفض هذه الأمور بل تؤمن بها إيمانًا ثابتًا وتعترف بها اعترافًا حقيقيًّا. لأن السيد المسيح له المجد في هذه المواقف التي يشير إليها أصحاب هذا الزَّعْم وصف نفسه بصفات مجازية لتوفر وجود قرائن بين المُشَبَّه والمُشَبَّه به، بين الموصوف والموصوف به، بين الممثِّل والممثَّل به، كما يجوز لأي إنسان أن يصنع في كل مواقفه. فمثلًا: قام إنسان شجاع فأُشير إليه قائلًا: هذا أسد. فهل أعني أنه أسد بأربعة أرجل وذيل؟ كلا بل أعني أن قوته تشبه قوة الأسد، وأرى إنسانًا ذراعه مفتول، أقول: هذا الذراع حديد، ولكن هل هذا الذراع العظمي اللحمي الجلدي حدید؟! كلا، ولكن لمتانتهُ وقوته شَبَّهْنَاه بالحديد. أرى إنسانًا خبيثًا مراوغًا مخادعًا، اذكر ما فيه من الرذيلة فأقول: هذا ثعلب. فهل هو ثعلب صحيح؟ لا، ولكن لِما فيه من المكر والخداع ينطبق عليه هذا التشبيه. فعلى هذا المثال وقف المسيح له المجد في هذه المواقف الثلاث ووصف نفسه بهذه الصفات المجازية، فالمسيح في كل موقف من هذه المواقف يوضح المجاز، وَيُبَيِّن قصده من ألفاظه التي خرجت من فمه الطاهر، لكي لا تتركَّز في عقول السامعين. فيعطي الوصف المجازي، وفي الحال يُبَيِّن القرينة ووجه الشبه، وما هي غايته وغرضه.

 

فلما نأتي إلى الموقف الاول في الأصحاح العاشر من إنجيل معلمنا يوحنا نجد رئيس السلام يقول "أنا هو الباب" وهل سكت بعد ذلك؟ لا. لم يسكت. فاسمعوا الوصف الذي يقصده ليبين غايته الإلهية المجيدة. ويعقب ذلك بقرينة على أثر هذه الألفاظ هي "إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى" (يو 10: 9). فكما أنك لا تدخل البيت إلا من بابه، ولا الحظيرة إلا من بابها، هكذا ملكوت السموات لا يستطيع أن يدخله أحد إلا بيسوع المسيح. وان لم ندخل بواسطته لا نستطيع الدخول مطلقًا.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

ولما نأتي إلى الموقف الثاني الذي يستشهدون به في الأصحاح الرابع عشر من إنجيل معلمنا يوحنا فانه يقول "أنا هو الطريق والحق والحيوة" (يو 6:14) وهل سكت بعد ذلك؟ كلا! فانه وَضَّح الغامض في هذا الموقف بأجْلَى بيان، وَبَيَّن قصده وغرضه ورغائبه، فهو يقول: أنا هو الطريق - وكما أنك لا تصل إلى المكان الذي تريده إلا بالطريق. كذلك لا يقدر أحد أن يصل إلى الآب إلا بي، هنا ترى وجه الشبه وقرينة المجاز، فكما أن الطريق توصلك إلى غرضك، هكذا أنا أوصِلك إلى الله الآب، فهنا نرى تفسير هذا المجاز وإيضاحه.

 

ولما نأتي إلى الموقف الثالث في الأصحاح الخامس عشر من إنجيل معلمنا يوحنا نجده له المجد يقول «أنا الكرمة وأنتم الأغصان". فهل سكت بعد ذلك؟ كلا! اسمعوا التفسير تروا وجود قرينة المجاز ووجه الشبه بين المُشَبَّه والمُشَبَّه به. "الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير. لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا. أن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجًا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق" (يو 15: 5-6).

السيد المسيح لم يعطي مجازًا

سر القربان المقدس كتب أ. إسكندر حنا

هل نحن قوم لفظيون

---