يزعم حضرة الشيخ اننا معشر المسيحيين نعبد ثلاثة آلهة وما زال من وقت لآخر يرمينا ظُلمًا بهذه الفرية، فرية الاشراك بالله إذ يقول ضمن جواب سؤاله السابع (أي ليس الله متعددًا ولا مركبًا فأنا والروح مألوهان لا إلهان) وكما هو محور كتاباته السابقة في هذا الموضوع. على اننا نحن المسيحيين بريئون من هذه الفرية براءة الذئب من دم ابن يعقوب ولو بحث الشيخ الأمر بعين الحق والإنصاف لوجد أن الدين الوحيد الذي يعلم بحقيقة التوحيد ويظهر للبشر الخالق العظيم في مجد جلاله وعظم كماله هو الدين المسيحي. واثباتًا لذلك اوضح له فيما يلي حقيقة إيماننا لكي يكون حضرته على بينة من معتقد المسيحيين ولعل يكون له في ذلك البيان الكافي والإيضاح التام لهذه المسألة التي قد طال فيها النزاع.
نحن نؤمن بإله واحد لا شريك له -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- خالق كل شيء ما يُرى وما لا يُرى صانع كل المخلوقات بكلمة قدرته ونؤمن ان هذا الإله الواحد الذي به نحيا وله نخضع واياه نعبد وله وحده نسجد هو إله موجود... حي... ناطق.
بمعنى ان إلهنا ذات موجود لان كل ما ليس ذاتًا هو غير موجود وكل غير موجود ينسب إلى عدم الوجود وحاشا لباري الوجود وخالق الكائنات أن يكون غير موجود.
إلهنا حي ومعطي الحياة لكل المخلوقات وحاشا لخالق الأحياء أن يكون غير موجود.
إلهنا ناطق وحاشا لخالق الملائكة والبشر الناطقين أن يكون غير ناطق.
فإلهنا الذي نؤمن به هو إله واحد موجود بذاته، حي بروحه، ناطق بنطقه.
ومن المعلوم ان الذات غير الحياة والنطق، وإن النطق غير الذات والحياة، وإن الحياة غير الذات والنطق. وإن الذات علة للنطق والحياة، والحياة والنطق معلول عن الذات اي مولود منها وان الذات باعثة للحياة والحياة مبعوثة منها.
من أجل ذلك نقول ان ذات الوجود الذي هو والد للنطق وباعث للحياة هو الآب وان النطق الذي هو معلول عن ذات الوجود أي مولود منه هو الابن وان الحياة الذي هو منبعث من ذات الوجود هو الروح القدس.
ولزيادة الايضاح اقول ان الآب هو ذات الوجود، قائم بذاته، ناطق بخاصية النطق الذي هو الابن، حي بخاصية الحياة الذي هو الروح القدس. وان الابن الذي هو النطق قائم بخاصية الذات الذي هو الآب، حي بخاصية الحياة الذي هو الروح القدس، ناطق بخاصيته. وان الروح القدس الذي هو الحياة قائم بخاصية الذات الذي هو الآب، ناطق بخاصية النطق الذي هو الابن، حي بخاصيته وهذا هو قولنا ان الآب والابن والروح القدس إله واحد.
فهل في ذلك تعدد للإله جل شأنه أو ان هذا هو الإيمان الحق الصحيح للإله الواحد العظيم الجلال الفائق الكمال؟
وهل بعد هذا الإيضاح يوجد من يتجاسر ويدعي بوجود أي فارق بين الآب والابن والروح القدس، أي بين الذات والنطق والحياة، أو من يجرأ على الإعتراف بخاصية منها وانكار الآخرين؟
وهل يوجد بين أصحاء العقول من يجرأ بعد ذلك على القول بأن الله عز وجل وعلا ذات بلا نطق ولا حياة، أو نطق بلا ذات ولا حياة، أو حياة بلا ذات ولا نطق وألا يكون هذا القول غاية الكفر ومنتهى الضلال.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iskander-hanna/christ-answer/trinity.html
تقصير الرابط:
tak.la/64ph49k