وهناك لقاء حدث في ظرف عصيب - لقاء المسيح وهو حامل الصليب بالنسوة الباكيات اللواتي التفت إليهن وقال: "يا بنات أورشليم لا تبكين على بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن"... وكلماته هذه دليل على عمق شفقته فهو مشفق على هاته النسوة لأنهن ضللن الطريق. كيف؟ انه رأى ما سيحل بهن وبأولادهن من كوارث، ورأى أنهن من خلال تلك الكوارث سيكن غير مستعدات فهو إذن يطالبهن بالاستعداد الروحي وبتوجيه أولادهن هذا التوجيه الروحي ليستطعن الثبات وقت التجربة. وهذا الطلب هو بعينه الذي يطالب به المرأة العصرية فهي إن أعدت نفسها بالصوم والصلاة، وأعدت أولادها بالصوم والصلاة، استطاعت معهم أن تجوز اختبارًات الشدة بنجاح. انه الدرس بعينه. درس المسئولية الملازمة للأمومة. فالطفل ذو عقل متعطش يلازمه في صباه وشبابه. وهي مسئولة عن أرواء هذا العطش بكل ما لديها من إمكانيات. عليها أن تجعله يرى غير المرئي وأن يحس بالأبدي. عليها أن تضع قدميه على الطريق الموصل إلى الكمال المسيحي. ولكي تستطيع أن تعمل هذا كله عليها أن تبكي على نفسها وعلى أولادها. وليس يعني هذا أن تنصرف إلى العويل - كلا... بل معناه أن تعطي نفسها الوقت للإختلاء بنفسها مع ربها وتستقى منه الماء الحي الذي به تروي ظمأ أولادها. ولدينا الدليل المادي على أنها المخلوق المتوقع منه أن يصلي. وليس هذا بمستغرب. ففي عمق أعماقها نزعة جارفة للاتجاه إلى الله. ألم تتجه حواء حالما ولدت ابنها البكر إلى تسبيح الله رغم انخداعها بغواية الحية؟ وهذا الاتجاه توارثته بنات حواء أما عن جدة فأصبح جزء من طبيعتهن لا يتجزأ مهما كانت الظروف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/weeping-women.html
تقصير الرابط:
tak.la/f8sr3p2