 |
الأرملة المعدمة:
ولم تقتصر لقاءات رب المجد على النسوة اللواتي تبعنه أو حتى على اللواتي شاء في شامل محبته أن يرفعنهن من الهوات السحيقة التي سقطن فيها، بل شمل بحنانه أقلهن شأنًا. لقد وجد في الأرملة المعدمة شخصًا جديرًا بالتكريم. فلفت أنظار التلاميذ إليها في عذوبة خاصة. وتقديره تعالى لها كان لشجاعتها العجيبة التي جعلتها تلقى في خزانة الهيكل بكل ما تملك. وهو يعلمنا بتقديره لها أن الحياة الحقة معناها استغلال كل مواهبنا وإنمائها من غير محاولة ايجاد العذر عن تقصيرنا بقولنا ان مواهبنا ضئيلة أو هزيلة. فالأرملة جاءت في حالة الاعواز التام. ولقد فقدت رجلها - أي أنها فقدت السند الذي كانت تحس بالأمان إلى جواره. وهي في الوقت عينه كانت فقيرة ليس لديها شيء إطلاقًا مما يعتبره العالم ذا قيمة. انها في حاجة إلى المال. والعائل وأسباب الراحة. وفي عمق إدراكها لأعوازها ذهبت إلى الهيكل وألقت في خزانته "كل معيشتها كل ما عندها" والمخلص بإمتداحه إياها يوضح لنا معالم الطريق الذي يريدنا أن نسير فيه. انه يقول لنا خلال ملحوظته عن هذه الأرملة الفقيرة "ان حجم العطية لا قيمة له إطلاقًا. إنما القيمة الحقيقية هي في كمال العطية". فكل امرأة تعتبر كل الأيام مباركة -على حد التعبير الوارد في السنكسار- لأنها عطية من الله. وتعتبر كل واجب عليها مقدسًا لأنه موضوع عليها من الله، ستقدم كل أيامها وكل أعمالها لله. فهي والحالة هذه ستؤدي أعمالها اليومية بفرح يسرى منها إلى جميع المحيطين بها وستضفى على كل يوم مسحة من الروحانية تكسو الأعمال المعتبرة صغيرة تافهة بثوب من البهجة. وبهذا المسلك تعطي الرب "كل معيشتها كل ما عندها".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/penniless-widow.html
تقصير الرابط:
tak.la/szwsvw7
