2- تجربة التشامخ الروحي:
والحزن والمرض مع أنهما وسيلتان قتالتان إلا أن هناك وسيلة يمكن وصفها بأنها السم في العسل - هذه الوسيلة هي التشامخ الروحي. ويمكننا أن ندرك حكم رب المجد على هذا التشامخ من مثل الفريسي والعشار. فالفريسي وقف داخل الهيكل يشكر الله لأنه ليس مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا حتى مثل العشار الواقف إلى جانبه. فهو يصوم مرتين في الأسبوع ويعشر كل ما يقتنيه. فماذا قال عنه مخلصنا؟ لقد أعلن بأن العشار نزل مبررًا دونه. وهذا الحكم بعينه أصدره على ذلك الفريسي الآخر الذي دعاه ليأكل عنده. ثم تكلم في نفسه ضده حينما رآه يتقبل دموع المجدلية وطيبها. لهذا نصحت سينكليتيكي عذاراها بقولها: "كما أن المركب لا يمكنها الوقوف من غير مسمار هكذا لا نستطيع نحن أن ننال الخلاص من غير تواضع القلب". وهناك حادثة جرت للأنبا مكاري الكبير تبين لنا كيف يستعمل الشيطان هذا السلاح المميت ضد المؤمنين لعله يظفر بسقوطهم. ويتلخص هذا الحادث في أن الأنبا مكاري كان عائدًا ذات يوم إلى صومعته عند الفجر وهو يحمل سعف النخل ليجدله، فأعترض الشيطان طريقه وحاول أن يضربه فلم يفلح. وعند ذلك صرخ في وجهه قائلًا: "أنت تصوم أيامًا ولكني أصوم أبد الدهر، أنت تسهر بعض الليالي في حين أن عيني لا ترى النوم إطلاقًا، وليس هناك غير ميزة واحدة تتفوق بها علي." فسأل مكاري: "وما هذه؟" أجابه: "تواضعك" وفي الحال جثا القديس على الأرض مستعينًا بالله ليعطيه الغلبة على هذه التجربة الخلابة. وعندها تلاشي الشيطان من أمامه. ولهذا هتف بولس الرسول:"... أفعل شيئًا واحدًا. أنسي ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام" كي لا يجعل أي تقدم روحي أحرزه يعوقه عن تقدم أسمي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/spiritual-haughtiness.html
تقصير الرابط:
tak.la/jssw4r4