St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

18- توزيع الاختصاصات بين الأنثى والذكر

 

St-Takla.org Image: Adam and Eve after the expulsion, with their sons: Cain and Abel - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493. صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم وحواء بعد الطرد مع ابنيهما: قابيل وهابيل - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

St-Takla.org Image: Adam and Eve after the expulsion, with their sons: Cain and Abel - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493.

صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم وحواء بعد الطرد مع ابنيهما: قابيل وهابيل - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

4- توزيع الاختصاصات:

وما دام الغرض الإلهي هو البناء والتكامل فهو تعالى في شامل حكمته قد وزع "الاختصاصات". ومعنى هذا أن لكل منهما عملا. وهنا نرجع مرة أخرى إلى ضرورة تقبل الاختلاف وضرورة التعاون. وأول ما يجب الالتفات إليه عند التفكير في الاختصاصات هو أن الرسول بولس حين أعلن أن الرجل رأس المرأة لم يعلن هذا المبدأ إلا في حديثه عن الزواج - أي انه استهدف القول بأن الرجل رأس عائلته: فهو بين زوجته وأولاده المرشد والقائد والرأس المفكر. وبالطبع هذا لا يعني ان أي رجل يستطيع أن يقول أنه رأس أية امرأة لأن مثل هذه الفكرة لم ترد إطلاقًا في الكتاب المقدس وعلى هذا القياس قال سليمان الحكيم بأن المرأة الفاضلة تاج لبعلها (14). فهل نستطيع أن نذهب بعيدًا مع من يزعمون بأن أي رجل هو رأس أية امرأة فنقول بأن أية امرأة هي تاج لأي رجل؟ أنه تخريج بعيد عن روح الكتاب المقدس في الحالتين. إذ أن الله الذي يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون يكرر تعاليمه للناس في شتى المناسبات. فكما قال لهم منذ الأصحاح الثاني لسفر التكوين بأن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته عاد فقال لهم على فم سليمان بأن المرأة الفاضلة تاج لبعلها ثم عاد أيضًا فقال على فم بولس الرسول بأن الرجل رأس المرأة حينما كان يوصى المؤمنين بقدسية الزواج. فالكتاب المقدس كله مترابط متناسق. وهذه الآيات (وغيرها) توكيد إلهي صريح بقدسية الزواج وبوجوب قيامه على محبة خالصة وترابط وثيق. ومن هذا المنطلق يقوم موضوع السيطرة من جانب والخضوع الواجب من الجانب الأخر. ولنعد إلى بولس الرسول أولًا فهو يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس "حسن للرجل أن لا يمس امرأة..." ويعلق ذهبي الفم على توجيهات رسول الأمم بقوله: "لاحظوا كيف يتناول بولس الموضوع من كل نواحيه فيطلب إلى الرجل أن يوفي حق المرأة الواجب، ثم يطلب إلى المرأة الطلب عينه، ثم يعلق على أنه ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل ولا للرجل تسلط على جسده بل للمرأة. وهذه مساواة مطلقة. وهذه المساواة تبين أن كلا منهما عبد للأخر وسيد له في أن واحد. ويستكمل ذهبي الفم تفسيره لكلمات بولس الرسول فيقول: "اننا نجد بولس هنا يضع الزوجات والأزواج على قدم المساواة في حين أنه لا يفعل ذلك في رسالته إلى أهل أفسس (15) - فهل هو يناقض نفسه؟ كلا بل هو هنا يتحدث عن العفاف بينما يتحدث هناك ارتكانا على ما جاء في العهد القديم ولو أنه يضعه في اطار جديد. لأنه بعد أن الرجل رأس المرأة يشبه الصلة بين الزوجين بتلك الصلة الروحية غير المدركة القائمة بين المسيح له المجد وبين الكنيسة. وليس من شك في أنه لو سادت المحبة الإلهية الحياة الزوجية كان الخضوع أمرًا طبيعيًّا مستحبا. وفي كلتا الحالتين نجد تساويا في الكرامة وفي الحقوق والواجبات".

← انظر كتب أخرى للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(14) (أمثال 12: 4).

(15) (أفسس 5: 22، 24).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/specializations.html

تقصير الرابط:
tak.la/tdktk2f