3. إبداع الخليقة بتدبير محكم:
يحدثنا الكتاب المقدس في الأصحاح الأول من سفر التكوين بقوله: "فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهما". وهذه الكلمات الواردة في الأصحاح الأول تسبق الخلق الفعلي لحواء الذي يحدثنا الكتاب عنه في الأصحاح الثاني. إذن فخلق حواء لم يأت بعد تفكير ثان ولم يأت على أنه شيء غير مقصود من البداية لأن مبدع الأكوان لم يخلق شيئًا اعتباطا ولا لتكملة شيء ناقص. فالكتاب المقدس نفسه ينبئنا في أخر الأصحاح الأول بأن "الله رأى كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا". وحاشا لله ان يرى فيما هو ناقص شيئًا حسنا جدًا. وبعد هذه الكلمات القاطعة يسرد لنا الأصحاح الثاني تفصيلات خلق حواء. فهي إذن كانت من البداية ضمن التدبير الإلهي. وهذا التدبير الإلهي نراه أيضًا واضحًا في قول الكتاب "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا". فقد قيلت هذه الكلمات لأدم وحواء وهما وحدهما في الجنة وليس لأحدهما أب أو أم يتركانهما. ولذلك ليوضح الله للناس منذ البداية ما يستهدفه من وحدة زوجية متألفة مترابطة. إذن فالخالق المحب لخليقته خلقها بتدبير محكم وخلقها بدقة وتنظيم من غير نقص اضطر إلى استكماله فيما بعد. وما دمنا نؤمن بالله ونؤمن بكتابه المقدس وجب أن نؤمن بأنه شاء منذ البداية أن يخلق رجلًا وامرأة: شاء أن يبدع جنسين يكمل أحدهما الأخر ويبني أحدهما الأخر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/creation.html
تقصير الرابط:
tak.la/886r4kg