تلك التي سكبت الطيب:
والدرس عينه نتعلمه حين نتأمل المرأة التي سكبت الطيب عند أقدام المخلص. لقد جاءت إليه يوم ذاك بنفس متهللة. وقد كان لعازر جالسًا إلى جانبه بعد أن أقامه من الأموات. وقد رأت مجد الله وعرفت سلطانه فأرادت أن تعبر عن عمق شعورها. ولكنها قوبلت بالنقد واللوم. وفي الحال دافع عنها رب المجد إذ قال "اتركوها..." مستهدفًا بذلك أن يتركوها لتعرف بنفسها الطريق الذي يوصلها في النهاية إلى ملكوته. على أنها في محاولتها أن تتعرف هذا الطريق ستجد المقاومة. ولكنه له المجد يطالبها رغم هذه المقاومة أن تسير في طريقها ولا تدع النقد أن يعوقها عن سيرها في طريق الحياة. وهو له المجد -حين يطالبها بهذا السير- يدافع عنها ويقول للائميها "اتركوها" والأمر الإلهي هنا معناه أن على المرأة العصرية أن تدرب نفسها على الموازنة وعلى الحكم المبني على التفكير والصلاة. لقد شاء في حكمته أن يعطيها قلبًا يتطلب المحبة وجسمًا يحتم عليها الصبر، ان يده تعالى هي التي وضعت على قلبها عبء الألم والإحساس بالحاجة إلى الخلاص. فهي من جانبها يجب أن تستجيب لما وضعه في طبيعتها من إمكانيات ومن احتمالات فتستثمرها كلها لمجده. وما دامت قد تهللت برؤية مجده، ومادامت قد سمعته يقول لناقديها "اتركوها" فقد أدركت أنه منحها هبة الجهاد. ومهما كان الجهاد شاقًا فقد أعلن هو -له المجد- بأن نيره هين وحمله خفيف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/poured-perfume.html
تقصير الرابط:
tak.la/dfbmv8h