عتاب المحبة:
ثم لنعاود التأمل في مرثا: لا لكي نراها مضطربة لأجل أمور كثيرة ولكن لكي نراها عند قدمي رب المجد تعاتبه عتاب المحبة وهي تقول: "لو كنت ها هنا لم يمت أخي" ثم لنصغى في هدوء تام إلى قول رب المجد لها: "ألم أقل لك ان آمنت ترين مجد الله؟" وفي اصغائنا لهذا التوجيه الإلهي لنحاول أن نرى ان كانت المرأة العصرية تقف في هذا الموقف أم لا.
ان المرأة -حتى تلك التي لديها مقدار من الإيمان يؤازرها في شدائدها- كثيرًا ما تجد نفسها حائرة بين مخاوفها ومقدراتها، انها حائرة بين ما كان المجتمع فرضه عليها من صمت وخضوع وبين طفرة العصر التي دفعت بها في معترك الحياة العامة فهي تتساءل: أيتعارض عملها وابراز شخصيتها مع تقاليد مجتمعها؟ أو بالأحرى أيتعارض استثمار مواهبها مع فروض كنيستها؟ ولكن ما الصلة بين قول رب المجد لها ان آمنت ترى مجد الله وبين هذه المشكلة القائمة في نفسها بين ماضيها وحاضرها؟ انه قال ذلك ليريها حقيقة سلطانه على الموت. وحقيقة سلطانه على الموت لا تقتصر على الموت الجسدي الذي أقامه بعد دفنه بأربعة أيام بل تمتد لتشمل اقامة مقدراتها وامكانيتها إلى حيز العمل. فهو يهيب بها أن تنظر إلى داخل نفسها وتعرف مدى ما تستطيع تقديمه من جهود ومن خدمات. وتعرف أنه بكلمة يقيم هذه الإمكانيات من مرقدها. فكما قال: "لعازر هلم خارجًا" يقول لكل من تتشكك في امكانيتها وتقف حائرة بين قيود الماضي وانطلاقة الحاضر "أيتها المقدرات هلمي خارجًا" ومتى ركعت في إيمان أمامه وآمنت بأنها سترى مجده استطاعت أن تتقدم لتخدم بكل هذه الإمكانيات التي ناداها ربها لتقوم من مواتها. والمرأة ان عرفت كيف تخضع مقدراتها وإمكانياتها للخدمة ستتغلب على حيرتها لأنها ستدرك إذ ذاك أن الجهاد الروحي موضوع عليها، وأن الوزنات التي ائتمنها عليها الرب يجب أن تتاجر وتربح بها. ولديها الأمثلة في الكتاب المقدس وفي التاريخ الكنسي عن النسوة اللواتي جاهدن الجهاد الحسن وأكملن السعي. فانطلاقة الحاضر إذن يجب استغلالها لهذا السعي الروحي وللخدمة في أمانة وصراحة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/martha-mary.html
تقصير الرابط:
tak.la/afq6r2h