على أن أعجب لقاءات رب المجد هي تلك التي كانت بينه وبين الخاطئات اللواتي رفعهن من الهوة وأعاد إليهن كرامتهن. ومن هذه اللقاءات أيضًا نتعلم دروسًا ما كان ليمكننا أن نتعلمها من غيرها. فالمرأة التي قدموها إليه قائلين بأنها أمسكت وهي تزني وبأن ناموس موسى قضى برجمها لا نتعلم منها فقط أن ننظر إلى ذواتنا لكي نرى ما في أعماقها من شر بل نتلقن أيضًا ذلك الدرس الخطير الذي شاءه رب المجد. لأنه بعد أن أراح قلبها المعذب بقوله: "ولا أنا أدينك"، أضاف لفوره "اذهبي ولا تخطئ بعد" وهو بهذه الكلمة نبهها إلى مسئوليتها الخاصة فيما تعمل - أي أنه استهدف أن يجعلها تدرك بأنها في حقيقة أمرها قد اقترفت الخطية بارادتها. فهي ليست فريسة معتدى عليها. وبالتالي فهي مسؤلة عما حدث. انها كائن مسؤل وقد وافقت برغبتها وبمشيئتها على أن تخطئ. فهي بذلك مستحقة العقاب. وحين أمرها بأن لا تخطئ ثانية أمرها بهذه الكلمة بعينها أن تواجه حقيقة نفسها في صراحة وأن تدرك أن الله تعالى وهبها المقدرة على الإدراك والتمييز. وبما أن لديها هي هذه المقدرات فهي مسؤلة عن أعمالها خيرًا كانت أم شرًّا. فالمخلص حماها من جمهرة المشتكين ووقف في وجههم حصنًا منيعًا لها من هجماتهم، ولكنه في الوقت عينه أفهمها بشاعة جرمها ومسؤليتها في هذه الخطية وفتح عينيها لتبصر الطريق الذي يجب أن تسير فيه بعد ذلك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/caught-in-the-act.html
تقصير الرابط:
tak.la/ct6gvfc