 |
وما دُمنا قد وجدنا أن توجيهات المرأة تتركز على كل ما تستطيعه تعالوا نتأمل لقاء آخر قد يزعم البعض أنه لا يحتمل مثل هذا التفسير - وهو ذلك اللقاء الذي تم في بيت يايرس رئيس المجمع حيث اقام ابنته من الموت بقوله: "يا صبية قومي" والمرأة العصرية إذا ما تأملت هذه الصورة جيدًا وأصغت لأمر المخلص ستسمع فيه الأمر الصادر إليها منه بأن تقوم من قصورها وتنهض إلى النضوج العقلي والروحي بصفاتها أمة للرب. ان غالبية النسوة مازلنا للآن يخشين الوقوف دون رأيهن والجهاد في سبيل أية عقيدة مهما غلت في عيونهن. فهن يكتفين بالنواحي المنعشة من الإيمان. فيقرأن الكتب عن الحياة الفاضلة ويشتركن في مهرجانات الكنيسة ويصغين في سكون إلى آراء الآخرين دون تعليق لكي لا يصطدمن في نقاش وحجتهن في ذلك أنهن متسامحات... وكل امرأة تقف هذا الموقف السلبي تتجاهل الطريق الطويل الوعر الذي جازه الإنسان واختلط عرقه بدمه وهو يجتاز في سبيل الحرية الروحية. هذا الطريق الوعر الشاق قد جازه المخلص نفسه من بدايته حتى الصليب. ولأن الأجيال الطويلة قد دفعت بالمرأة إلى التواكل فهي ما زالت (إلى حدٍ بعيد) تفضل الإستكانة وتستصعب الجهاد. ولكن المخلص يأمرها بأن تنمو وتنضج فلا تستسيغ الاستمرار في أن تكون البنت المدللة. ثم جاء رسول الجهاد ليصف لنا الجهاد وصفًا رائعًا بقوله: "فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل... مع أجناد الشر الروحية في السماويات"... على أنه يقدم لهذا التنبيه بكلمات فيها التعزية والطمأنينة بقوله: "تقووا في الرب وفي شدته قوته" (اف 6: 10-13). كذلك أوضح الأنبا أنطونيوس (أبو الرهبان) عنف هذا الجهاد في نصيحته إلى الأنبا مكارى الكبير أبي برية شيهيت في كلمات صريحة فقال: "ان الشيطان وأعوانه سيحاربونك بعنف في العلن. واذا ما أثاروا الحرب عليك فاثبت كي تبلغ الكمال" ولئن كانت هذه النصيحة معطاه من رجل إلى رجل فهي تنطبق على الحياة الروحية للنساء أيضًا ولها مثيل في حياة النسوة اللواتي ألهبتهن محبة المسيح له المجد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/jairus-daughter.html
تقصير الرابط:
tak.la/6yna92c
