St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

33- الحاجة إلى القلب المفتوح

 

St-Takla.org Image: A woman in awe and humility praying, while closing her eyes - Coptic art. صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وفرح تصلي وهي مغمضة عينيها - فن قبطي.

St-Takla.org Image: A woman in awe and humility praying, while closing her eyes - Coptic art.

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وفرح تصلي وهي مغمضة عينيها - فن قبطي.

4. الحاجة إلى القلب المفتوح:

وهناك فتيات في هذا السن المتلاطم كن يبحن لوالديهن حتى بمشاعرهن نحو زملائهن وزميلاتهن فيجدن منهم التوجيه والإرشاد في هدوء وسعة صدر. والمشاعر لا تكون خطرة بإزاء الزملاء فقط بل تشمل الزميلات أيضًا خصوصًا في السنوات الأولى من المراهقة. لأن البنت في هذا السن يصيبها شيء من الخجل فتتباعد (ولو قليلًا) عن الأولاد. ولكنها مع زميلتها لا تخجل من التعبير عما في نفسها. ومن كانت الزميلة مِمَّن لديهن الاستعداد للانحراف أو مِمَّن تربى تربية خاطئة كان لها أسوأ الأثر. وهنا أيضًا نقطة دقيقة حساسة: فغالبية الوالدين يزعمون بأن الصداقة الخطرة هي تلك التي تقوم بين ابنتهم وبين صبي ولكنهم لا يتشككون أبدًا (أو غالبًا) في صداقتها مع بنت.

على أن واقعية الحياة قد أثبتت أن الخطر الحقيقي هو في نوع الشخص الذي نتصادق معه حتى أن كان من جنسنا. بل أن أخطر الشخص الذي نصادقه لا يقتصر على سن المراهقة وإنما يمتد إلى ما بعد النضوج (أو أكثر).

وثمة نقطة حساسة أخرى هي أن البنت قد تبدأ بالشعور بأنها تريد أن تحتفظ بأسرارها بينها وبين نفسها أو بينها وبين صديقاتها. وقد يحدث أن اشخاصًا خارج العائلة يعرفون حقيقة هذه الأسرار فيترددون في توصيلها إلى الوالدين خوفًا مما قد يصيبهم من الصدود أو حتى من السباب. إلا أن الواجب على هؤلاء الأشخاص (إن كانوا كبارًا) أن يوصلوا ما يعرفونه رغم كل شيء. أما إن كانوا شبابًا ولهم دالة لدى أسرة الفتاة فعليهم الحديث المباشر. أما إن لم تكن لديهم هذه الدالة فعليهم تبليغها إلى من يثقون فيه من الكبار لتوصيلها إليهم.

← انظر كتب أخرى للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وهناك أمثلة عديدة أقدم منها مثلًا له روعته ويتلخص في أن زميلتين توثقت بينهما الصداقة. وحدث أن واحدة منهما مالت إلى شاب يختلف عنها دينا وبيئة. ورأت الثانية أن صديقتها التي كانت لا تصبر على بعدها قد بدأت تتباعد عنها. فراقبتها باهتمام بالغ لتعرف السبب ولما تبينته طغت عليها محبتها لصديقتها فصارحتها بعدم لياقة هذا الشاب. ورفضت الأولى الإصغاء إلى النصح.

ولكن الصديقة لكونها متفانية في المحبة رضيت بصدود صديقتها وحتى بشتائمها واستمرت تنصح وتستعطف. واقتربت الامتحانات والبنت التي سيطرت عليها محبتها لصديقتها ترقب زميلتها في ألم وتذكرها بوجوب الالتفات إلى دراستها على الأقل. ورغم ذلك لم تفلح. أخيرًا ذهبت إليها ذات مساء لتستذكر معها فوجدتها على أهبة النزول دون مبالاة بقرب الامتحانات. فما كان من الصديقة الوفية إلا أن سقطت على الأرض وقبلت قدمي صديقتها الموشكة على الشرود! وعندها تحققت الأعجوبة فسقطت الثانية بتدورها على الأرض وأنهالت دموعها كالمطر، وعانقت صديقتها وعاهدتها على التوبة. وبالفعل لم تنزل من البيت وجلست تستذكر دروسها مع صديقتها. ولم ترى الشاب بعد ذلك إطلاقًا. طبعًا قد يكون هذا المثل الرائع فريدًا ولكنه يرينا أن التفاني لا بُد أن ينجح في النهاية، وأن المحبة كما قال بولس الرسول لا تطلب ما لنفسها بل تسعى دومًا وراء الآخرين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/open-heart.html

تقصير الرابط:
tak.la/zvc2h9k