5. الحاجة إلى العطف:
وهنا ناحية أخرى من نواحي مسئولية الوالدين هي الإصغاء إلى ما قد يصلهم من أخبار وأقاويل - الإصغاء والتمعن. فغالبيتهم يزعمون أن بناتهم مثاليات. وأن سمعوا ما لا يتفق وهذا الزعم صموا أذانهم عنه. ومثل هذا التصرف أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل فتتخيل أنها بذلك في مأمن من الخطر الدَّاهِم. لذلك فالواجب الأول على الوالدين متى سمعوا شيئًا من بناتهم أني يبحثوا في حكمة واتزان عن حقيقته كي يتداركوا الأمور منذ البداية لأن معالجة أمور بناتهم (واولادهم أيضًا) تستلزم منهم كل إمكانياتهم وكل فيض محبتهم. والبنت لكونها عاطفية تصدق كل تعبير عاطفي تسمعه وعلى الأخص إلى ضعف في طبيعتها. وقد يكون هذا ضعفا ولكنه ضعف الإنسان المتعطش إلى العطف(24). وهذا التعطش إلى العطف يكون على أشده في طور المراهقة والشباب الأول. لهذا قال أحد علماء النفس بأنه يحسن أن يكون في المدارس الثانوية للبنات رجل متقدم في السن شديد العطف تستطيع الفتاة أن تسند رأسها إلى كتفه وتبكي حينما تكون في حالة اضطراب نفسي. ونلحظ هنا ملحوظة عابرة سيأتي عنها الكلام فيما بعد وهي أن آباء كنيستنا حينما حافظوا على وصايا الرسل خدموا الجميع خدمات نفسية، وخدموا البنت المراهقة بصفة خاصة عن طريق سر الاعتراف.
_____
(24) يصف الأستاذ كوستي بندلى هذا التعطش بأنه «جوع إلى اللذة». راجع كتابه «الجنس» ص 46.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/kindness.html
تقصير الرابط:
tak.la/9zgppx5