 |
3. السخرية بمن لا تتزوج:
وليس ذلك فحسب - بل أن الرجل أن أراد أن يعيش أعزبًا استطاع ذلك من غير أن يوجه له المجتمع أي ضغط. أما المرأة فهي تعيش تحت ضغط مزعج- سفهي تواجه السخرية حتى من النساء! لأنها تعتبر غير مرغوب فيها أو أنها موصومة بالعجز في شخصيتها أوفي تكوينها الجنسي. ذلك لأن المجتمع درج على أن يكون طالب الزواج هو الرجل والمطلوب هو المرأة. فالتي لا تتزوج معناه أنها لم تجد من يطلبها. أو أنها لم تجد بين المتساوين لها اجتماعيًّا من تقدم لطلبها. ولقد عبر أحد علماء النفس عن هذه النظرة إلى غير المتزوجة بقوله: "إن المرغوب فيهم لم يكونوا في متناول يدها. وغير المرغوب فيهم هم الذي كانوا في متناولها".
وحين لم تكن ميادين العمل العام مفتوحة لها كان عدم زواجها سببًا في أن تمتلئ نفسها شعورًا بالنقص وبالوحدة والانعزالية حتى أن كان لديها المال الكافي لأن تعيش في بحبوحة من العيش. والتعبيرات السيكولوجية التي أصبحت شائعة بين الجميع تبين إلى أي حد بلغت السخرية الاجتماعية بغير المتزوجة: فهي "عانس" وهي "قد بلغت سن اليأس" وهي "شاذة" إلى غير من الكلمات الجارحة التي لا تقال للرجل إطلاقًا. وفي حالة ما إذا كانت فقيرة وهي في حاجة إلى عمل تضاعفت متاعبها لأنها إلى جانب كل هذه التعبيرات الساخرة تتعرض لتجارب قاسية تستهدف القضاء على بتوليتها. وفي مجتمعنا تعبير يصف هذه الحالة أبلغ وصف إذ يقول "عاوزين نستر البنت" بل أن هناك تعبيرًا لاذعا للغاية هو: "ظل راجل ولا ظل حائط". وليس من شك في أن هذه التعبيرات الشعبية تعكس النفسية العامة للمجتمع: إنه مجتمع درج على اعتبار أن المرأة لا تستطيع أن تبني شخصيتها بمفردها ولا أن تتكامل بمفردها - بل ليس لها كيان في حد ذاتها!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/mocking-unmarried.html
تقصير الرابط:
tak.la/s7jd9gg
