2. جذور مصير الإنسان:
يقول هافلوك اليس (وهو عالم ذو نزعة فلسفية) أن مصير الإنسان لا يتوقف على المستقبل وإنما يتوقف على الماضي. وأن هذه الحقيقة إذا تفهمها الإنسان بدقة يجدها الواقع الحيوي. لذلك كان أقدس واجب ملقى على الرجل المقدم على الزواج أن يسعى قدر المستطاع إلى حسن اختيار تلك التي ستصدر عنها نصف الملكات والسمات الموروثة لدى المزمع أن يكون طفله، كما أن أقدس واجب موضوع على المرأة أن تسعى هذا السعي بعينه. لأن في اختيار أحدهما للآخر تحديدًا لكل الأصول التي سينبت منها أولادهما، ويسترسل هافلوك اليس فيقول: "إن الأم هي الشخص الأسمَى. فالفترة الواقعة ما بين تكوين الجنين حتى الولادة تحدد مدى القوة الصحية لدى الإنسان العتيد أن يولد، والمؤثرات التي تؤثر فيه في تلك الفترة ستلازمه طيلة حياته. ومع أن مركز الأم بازاء حياة الجنس الإنساني حيوي أساسي إلا أن الناس تجاهلوه إلى حد بعيد بل أنهم أحيانًا تناسوه. ومن العجيب ان الإنسان البدائي وصل إلى درجة عبادة الأم الحامل وتقديس الأمومة في حين أن الإنسان المتحضر أستصغرها وقلل من قيمتها! ولم يكن خطأ كله من جانب الرجل وحده بل أن المرأة ساهمت أيضًا في هذا الاستصغار! ذلك لأن البريق الذي أحاط بالرجولة على مدى الأجيال قد فتن المرأة إلى حد أدى بها إلى أن تسعى إلى ألغاء كل واقع التركيب الجسمي الذي جعلها مختلفة عن الرجل إذا أعتبرت ما هو لمجدها على أنه هوان. فتناست أن الحرية ليست صالحة إلا حينما تكون في اتباع قوانين الطبيعة الخاصة بها، أما متى كانت مجرد تقليد أعمى للآخرين فهي خطر وبيل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/human-destiny.html
تقصير الرابط:
tak.la/z34hzks