(أ) ما هو النظير؟
ولنتأمل حواء قليلًا. أن الخالق أوجدها لتكون معينا نظيره. ولو كانت معينا فقط لاستطاع آدم أن يجد المعاونة من مخلوقات أخرى. ألم تخدمه الحيوانات حين كان ينعم في الفردوس؟ لكن معاونتها له كانت في حدود ضيقة لأنها ليست نظيره. والنظير هو المثيل - أي أنه على مستوى كينونته. فهي إنسان مثله. ألم تكن كامنة داخله قبل أن تخرج إلى الوجود؟ ثم ألم تكن جزءًا من التدبير الإلهي منذ البداية؟ فهي معين يختلف عن المخلوقات الأخرى في معونته لأنها "نظيره". ولنتأمل هنا ملحوظة هامة أوردها لنا الأستاذ كوستى بندلى هي: "فلنلاحظ هنا الاستعمال الغريب للضمير بصيغة المفرد فيما يتكلم عن اثنين ذكر وأنثى".
ويعلق ذهبي الفم على هذه الأية بقوله: "في كلامه عن اثنين يتحدث الله عن واحد "بينما يقول كيرلس الإسكندري" "أن الله خلق الكينونة معًا". وكأن الكتاب المقدس يقول ان ذلك الإنسان المخلوق على صورة الله ليس الإنسان الفرد، وإنما هو الشركة الإنسانية التي يشكل اتحاد الرجل والمرأة أسمَى تعبير عنها" (7).
_____
(7) في كتابه "الجنس" (ص 204-205).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/counterpart-of-eve.html
تقصير الرابط:
tak.la/ry33k3r