ولنحاول الآن بنعمة هذه الصورة الإلهية التي في داخلنا أن نتفهم ما هو المقصود منها. فالله لم يخلق جنسين متعاونين فحسب بل خلق أيضًا لكل فرد شخصيته الفريدة أو بالحري فرديته - فرغم التشابه الذي يجمع بين الناس ويميزهم عن بقية المخلوقات هناك مميزات ينفرد بها الشخص الواحد. وهنا أيضًا دليل على ضرورة التعاون إذ يكمل كل واحد الآخر باختلاف موهبته. وقد أوضح لنا بولس الرسول هذه الحقيقة بصورة رائعة إذ قال: "ان الجسد ليس عضوا واحدًا بل أعضاء كثيرة. ان قالت الرجل لأني لست يدا لست من الجسد أفلم تكن لذلك من الجسد. وان قالت الأذن لأني لست عينا لست من الجسد أفلم تكن من الجسد. لو كان الجسد كله عينا فأين السمع. لو كان الجسد كله سمعا فأين الشم. أما الآن فقد وضع الله الأعضاء كل واحد منها في الجسد كما أراد ولكن لو كان جميعها عضوا واحدًا فأين الجسد(51). إذن فالواضح لنا من حكمة الله في التنويع هو أنه أراد أن يعيش الناس متعاونين مكملين بعضهم البعض.
_____
(51) (1كورنثوس12: 14-19)، على أن الأصحاح كله تدليل على هذا التنوع العجيب الذي شاءه الله ليعلم الناس من خلاله أن يتعاونوا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/contrast-n-cooperation.html
تقصير الرابط:
tak.la/45dg3m7