St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   paul-the-apostle
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري

32- بولس في رومية

 

St-Takla.org         Image: St Paul - Nicolas Tournier - Religious Painting Art - 1625-26 - Oil on canvas, 96 x 71 cm -Musée des Augustins, Toulouse صورة: لوحة الشهيد الرسول بولس، رسم الفنان نيكولاس تورنير، زيت على قماش، بمقاس 96×71 سم، سنة 1625-26، في متحف دي أوجوستين، تولوز

St-Takla.org Image: St Paul - Nicolas Tournier - Religious Painting Art - 1625-26 - Oil on canvas, 96 x 71 cm -Musée des Augustins, Toulouse

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة الشهيد الرسول بولس، رسم الفنان نيكولاس تورنير، زيت على قماش، بمقاس 96×71 سم، سنة 1625-26، في متحف دي أوجوستين، تولوز

31-   في رومية:

+      وبعد استقراره في ذلك البيت بثلاثة أيام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود وفسرّ لهم موقفه بالضبط. فقالوا: "نَحْنُ لَمْ نَقْبَلْ كِتَابَاتٍ فِيكَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَ الإِخْوَةِ جَاءَ فَأَخْبَرَنَا أَوْ تَكَلَّمَ عَنْكَ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ. وَلكِنَّنَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ مَاذَا تَرَى، لأَنَّهُ مَعْلُومٌ عِنْدَنَا مِنْ جِهَةِ هذَا الْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُقَاوَمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ " (أعمال 28: 17-22).

+      وواضح من أقوالهم أنه لم يكن قد وصل إليهم أحد من الرسل. إذن فبولس أول من دخل رومية وعلّم فيها، وهو الذي قال: "حرصت أن لا أبشر حيث بشّر غيري" (رومية 15: 20). بل إنه قالها في رسالته للرومانيين بالذات وقد استكمل بقوله: "لئلا أبني على أساس لآخر".

+      وهنا يجدر بنا أن نقف لنوازن بين موقف رسول الأمم وبين موقف من جاءوا إلى مصرنا على زعم أنهم مبشرون. إنه يرفض أن يقيم بناءه على حساب غيره؛ أما هم فلم يركّزوا بناءهم إلا على أساس غيرهم؛ إنهم أخذوا أولئك الذين سرت المسيحية في قلوبهم تسعة عشر قرنًا وحوّلوهم عن كنيستهم العريقة التي جالدت الزمن إلى كنائسهم الخاصة. ومما يوجع النفس أنهم حين كانوا يرسلون تقاريرهم السنوية إلى مقر رياستهم، كانوا يسجّلون فيها أنهم اكتسبوا كذا شخص للسيد المسيح! فمتى يحترم الإنسان كرامة أخيه الإنسان؟!

+      وكان حراس بولس يتبادلون الحراسة مرتين يوميًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولم يسعهم إلا الإعجاب بهذا الأسير الممتلئ فرحًا على الرغم من قيوده. وليس من شك في أن البعض منهم تعلق به، وأن مجموعات صغيرة منهم كانت تأتي لزيارته في الأمسيات. وبالطبع لم يكن من حديث غير الرب يسوع المسيح. ومن المعقول أيضًا أنهم كانوا يتحدثون عنه وهم في معسكرهم ويتحدثون عن دينه العجيب. فهو بنفسه يقول: "إن وُثقي صارت ظاهرة في المسيح في كل دار الولاية"  (فيلبي 1: 13). ولو تخيّلنا عدد الجنود الذين تعاقبوا عليه خلال السنتين لأدركنا عمق الأثر الذي أحدثه في هذه "الفرقة البريتورية". لأن بولس حتى في سجنه أدرك الضرورة الموضوعة عليه: الاهتمام بجميع الكنائس. وهو لم يحمل الكرازة في رومية وإلى معقل المهيمنين عليها فقط، بل تطلع ببصيرته نحو أحبائه البعيدين عنه، فكان يرسل إليهم من حين إلى حين رفقاءه المحيطين به والذين حمّلهم رسائله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/paul-the-apostle/rome.html

تقصير الرابط:
tak.la/k7cqgh9