28- وتجنبًا لحدوث مثل هذا التشويش داخِلْنَا، يستهدف المنطق أن النفس التي تمتلك فِكر السيد المسيح (كما قال الرسول) تسير تحت قيادة هذا الفِكْر، وبواسطته تسيطر على الشهوات وَتَتَحَكَّم في أعضاء الجسد، وبذلك تُخْضِعْهَا للمنطق، فكما أنه في الموسيقى تتناغم الألحان هكذا الإنسان إذا ما اعتبر نفسه آلة موسيقية وَكَرَّس نفسه تمامًا للروح يستطيع أن يطيع بكل أعضائه وانفعالاته ويخدم إرادة الله. فالقراءة المُلَحَّنَة للمزامير هي شكل وَمِثَال لمثل هذا التوازن الهادئ غير المتزعزع لأفكارنا (انظر أيضًا تفاسير سفر المزامير في موقع الأنبا تكلا هيمانوت). لأنه كما أننا نَكْتَشِف أفكار النفس ونفصح عنها بالألفاظ، هكذا الرب إن أراد أن تكون ألحان الكلمات رَمْزًا للتناسق الروحي في النفس، أمر بأن المزامير تُنْشَد بنغمات وَتُقَال كأغنية. فرغبة النفس هي هذه: أن تكون مُدَبَّرَة بالجمال كما هو مكتوب «أمسرور أحد فليرتل». وبهذا الترتيل ينصقل كل ما هو خشن وَمُقْلِق كما يندمل كل جرح: «لماذا أنت حزينة يا نفسي ولماذا تقلقيني»؟
هكذا يتساءل المزمور ويجيب: «توكلي على الله، فإني أعترف له. خلاص وجهي هو إلهي». وحين يَتَرَنَّم الإنسان باتكاله على الله يكتشف مواقع الزلل: «لولا قليل لزلقت خطواتي.. إلى أن دخلت هيكل الرب» (مزمور 73)، وهكذا ينال القوة حيث الخوف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/athanasius-psalms/melodies.html
تقصير الرابط:
tak.la/y3dnjhs