مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رسالة القديس أثناسيوس الرسولي في معنى المزامير - ترجمة أ. إيريس حبيب المصري

18- استخدام المزامير حسب الحاجة

 

St-Takla.org Image: Psalm of vengeance: "O Lord God, to whom vengeance belongs. O God, to whom vengeance belongs, shine forth!" (Psalm 94:1) - Cain killing Abel, by L. Leonhard - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: مزمور النقمة: "يا إله النقمات يا رب، يا إله النقمات، أشرق" (مزمور 94: 1): مقتل هابيل بواسطة قايين، رسم الفنان ل. ليونهارد - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

18- أما حين ترى أنك مُهَان ومرذول من كل أحبائك وأقربائك لأجل البر، فلا تكف عن الاهتمام بهم وبنفسك. وان رأيت معارفك يتحولون عنك، فلا تجزع بل أبْعِد نفسك عنهم، وَحَوِّل ذهنك إلى المستقبل، وَتَرَنَّم بالمزمور الحادي والثلاثين (مز 31). ثم أن تأملت المصطبغين بالمعمودية فنالوا الفداء من مولدهم الفاسد وامتلأ قلبك تَعَجُّبًا من محبة الناس، فَرَتِّل أمام هؤلاء المفديين المزمور الثاني والثلاثين (مز 32). كذلك إن شئت أن تغني في جماعة كثيرة من الأبرار المستقيمين، فانشد لهم المزمور الثالث والثلاثين (مز 33). وحينما تجد نفسك في مواجهة أعدائك، ونجحت بحكمة أن تهرب منهم وتتجنب خيانتهم، وودت أن تُعَبِّر عن امتنانك وتنادي على المترائفين فسبِّح بالمزمور الرابع والثلاثين (مز 34) في حضورهم. ولو حدث أن لمحت شيئًا من الشر بين المتعدين على الوصايا، فلا تزعم أن الشر من طبيعتهم كما يؤكِّد المبتدعون، بل ردد المزمور السابع والثلاثين (مز 37) فتدرك أنهم هم المسئولون عن خطيتهم، وكرِّر المزمور نفسه إن رأيت أشخاصًا تافهين يقترفون الكثير من الأعمال الشريرة ويتشامخون على المتواضعين، فرغبت في أن تنصح شخصًا ما أن لا يُكَلِّف نفسه بخدمتهم، ولا أن يَعْمَل مثلهم لأنهم يتبخرون سريعًا.

← انظر كتب أخرى للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وجدير بنا أن نعرف أن نصيحة الأنبا أثناسيوس هنا تُرَكِّز على تقليد طال فيه الجدال؛ مؤداه النشاط الأدبي الحر الذي يتمتع به الإنسان العاقِل، ومقابل مؤامرات الفلاسفة المنادية بحتمية المصير الإنساني المستهدفة تقويض السعي المسيحي نحو الكمال. أكد المدافعون المسيحيون أهمية حرية الاختيار: ولمقاومة العقيدة المزعومة التي نَادى بها بعض الغنوسيين؛ وهي أن الإنسان ذو طبيعة مسبقة التحديد، تملي عليه مستوى سلوكه وإمكانيته الروحية - لمقاومة تلك العقيدة استجمع إيريناوس وأوريجانوس وغيرهما كل الأدلة المنطقية، وأكدوا على حرية الاختيار الأدبي عند المخلوق العاقل. وكان توكيدهم قويًّا، إلى حد أنه في القرن الرابع أصبح مبدأ حرية الاختيار ثابِتًا لاهوتيًّا وإنسانيًا. وهذا ما يوضحه البابا أثناسيوس في نصيحته الأخيرة.

الترنم بالمزامير حسب نوعية الاحتياج

رسالة القديس أثناسيوس الرسولي في معنى المزامير كتب أ. إيريس حبيب المصري

أقسام المزامير حسب الموضوع

---