منير: لو سمحتم لي أجيب عن هذا التساؤل أيضًا، وبدأ يتحدث:
هناك آيات في القرآن هاجمت ثالوثًا غير الثالوث المسيحي فمثلًا في سورة المائدة 73 يقول: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ".. فهو يهاجم ثالوثًا ينادي بثلاث آلهة، الله واحد منهم، ومن الطبيعي أن المسيحيين لا يؤمنون بمثل هذا الثالوث، إذ لا تعترف المسيحية إلاَّ بإله واحد عاقل حي.
في سورة الأنعام 101 يقول: "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ".. وهنا يهاجم القرآن الذي يقولون أن الله تزوج بصاحبة وأنجب منها ولدًا، ونحن ننزه الله عن مثل هذه التصرفات التي هي معتقدات وثنية كما رأينا في قصة إيزيس وأوزوريس وحورس .
في سورة المائدة 116: "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ".. وهنا يهاجم القرآن الذي ألَّهوا السيد المسيح والسيدة العذراء، والمسيحية بريئة من هذه البدعة، إذ أن العذراء مريم تدعوها الكنيسة العذراء والأم، ولكنها ليست من طبيعة الله...
1- المرقونية: نادت بثلاثة آلهة. إله عادل أنزل التوراة، وإله صالح أنزل الإنجيل لينسخ التوراة، وإله شرير وهو إبليس.
2- بدعة المريميين: أصحابها من الوثنيين المتنصرين الذين كانوا يعبدون في وثنيتهم الإلهة "الزهرة" ويلقبونها بملكة السماء، فعندما تنصروا أرادوا الحفاظ على معتقدهم، فنادوا بالسيدة العذراء إلهة عوضًا عن الزهرة، وتسمُّوا بالمريميين نسبة إلى مريم العذراء، ونادوا بثلاثة آلهة الله ومريم والسيد المسيح... ظهرت هذه البدعة في القرن الخامس وانتهت في القرن السابع، وقد أشار إليها أحمد المقريزي في كتابه القول الإبريزي.
تكملة لإجابة السؤال نقول أن الثالوث المسيحي ليس ضد القرآن... في سورة المؤمنين 14 يقول: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ".. فهل يوجد خالق آخر ينشئ الخلق غير الله؟!!
الله الخالق وحده... لم ولن يعطي صفة الخلق لأحد غيره، وإن قال أحد أن الله خالق والإنسان أيضًا خالق... نقول له هذه مغالطة لأن هناك فرق شاسع بين الخلقة والصنعة، فالخلقة من العدم، أما الصنعة فتحتاج لمواد أولية، والإنسان ليس خالقًا إنما هو صانعًا.
وعلى كلٍ فإننا نجد تفسيرًا للفظة "الخالقين" في المسيحية... كيف؟
نجد أن الآب يخلق" "الآب الذي منه جميع الأشياء" (1كو 8: 6).
والابن يخلق: "بكلمة الرب صنعت السموات" (مز 33: 6).
والروح القدس يخلق: "روح الرب صنعني ونسمة القدير أحيتني" (أي 33: 4).
فالخالق تشير إلى وحدانية الله، والخالقين تشير إلى تثليث أقانيمه.
ونقطة أخرى في سورة الإخلاص:
" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ".
كيف يمكن تفسير كلمة "أحد"؟!
هل هو أحد الآلهة..؟ كل.
إذًا الله (الآب) أحد الأقانيم الثلاثة.
الأخ زكريا: إلى هنا أعاننا الرب... ماذا تقترحون للدراسة القادمة؟
وبعد طرح عدة مواضيع استقر الرأي على اختيار موضوع: التجسد الإلهي... هل له بديل؟
فإلى اللقاء يا صديقي ولا تنس ذكر هذا العمل في صلواتك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity/quran.html
تقصير الرابط:
tak.la/ra2brc4