س 51: إن كان الابن هو صورة الآب، فهل معنى هذا أنه إله آخر غير الآب؟
ج: وأيضًا يجيب على هذا التساؤل "البابا أثناسيوس الرسولي" قائلًا: "لأن الابن هو مولود الجوهر الذاتي للآب، لهذا يحق له أن يقول عن خصائص الآب هيَ خصائصه أيضًا... {أنا والآب واحد} (يو 10: 38) لكي تعرفوا أو تؤمنوا أن الآب فيَّ وأنا فيه (يو 10: 38) وأكثر من ذلك فقد أضاف مرة أُخرى {الذي رآني فقد رأى الآب} (يو 14: 9) وفي هذه الأقوال الثلاثة يوجد هذا المعنى الواحد بنفسه، فالذي يدرك، بهذا المعنى، أن الابن والآب هما واحد يعترف جيدًا أن الابن هو في الآب، والآب في الابن، لأن لاهوت الابن هو لاهوت الآب، والآب هو في الابن، ومن يدرك هذا، فأنه يقتنع أن مَنْ رأى الابن فقد رأى الآب، لأن ألوهية الآب تُرى في الابن ويضرب البابا أثناسيوس مثلًا على هذا فيقول: "وهذا ما يمكن أن نفهمه من صورة الإمبراطور، حيث يوجد شكل الإمبراطور وهيئته في الصورة، والهيئة التي في الصورة هيَ التي في الإمبراطور، لأن ملامح الإمبراطور في الصورة، هيَ مثله تمامًا حتى أن مَنْ ينظر إلى الصورة يرى الإمبراطور فيها، وأيضًا من يرى الإمبراطور، يدرك أنه هو نفسه الذي في الصورة... فأن من يريد أن يرى الإمبراطور بعد أن رأى الصورة، يمكن أن تقول له الصورة: {أنا والإمبراطور واحد} لأني أنا في الإمبراطور والإمبراطور فيَّ، وما تراه أنتَ فيَّ هذا تراه فيه، وما قد رأيته فيه تراه فيَّ. وتبعًا لذلك فمن يسجد للصورة فهو يسجد للإمبراطور أيضًا... إذًا بما أن الابن هو صورة الآب فينبغي أن يكون مفهومًا بالضرورة أن ألوهية الآب وذاته هيَ كيان الابن، وهذا هو ما قيل عنه {الذي إذ كان في صورة الله} (في 2: 6) و{الآب فيَّ} (يو 14: 10)" (فقرة 5 من المقالة الثالثة) (191).
_____
(191) الشهادة لألوهية المسيح ـ مركز دراسات الآباء ص 16، 17.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/son-express-image.html
تقصير الرابط:
tak.la/a87gfzv