س 2: هل عدم إدراك الحقائق العلمية بالعقل يعني عدم حقيقتها؟
ج: هناك أمور مادية كثيرة لا ندركها، وبالطبع فإن جهلنا لا ينفي حقيقتها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فمثلًا هناك أصوات خافتة تعجز آذاننا عن التقاطها بينما تلتقطها آذان الكلاب، ونحن نستطيع الاستماع إليها عن طريق أجهزة التصنت، وهناك كائنات دقيقة لا نبصرها بأعيننا المجردة ولكنها موجودة ونراها بالمجهر، وهناك الموجات الصوتية والضوئية التي تنتشر حولنا ونحن لا نشعر بها، ولكن أجهزة التليفاز تُجسّدها لنا. بل أكثر من هذا أن العين البشرية قد تخدعنا كما يحدث في ظاهرة السراب، فالإنسان التائه في الصحراء يتهيأ له أنه يرى بيوتًا وأشجارًا ويسير فإذ بالكل سراب، وعندما نضع ملعقة في كوب ماء نبصرها فإذ هيَ تبدو مكسورة والحقيقة غير ذلك. فهل نطمع أن ندرك الله بمثل هذه الحواس الضعيفة؟! ونحن لا نرى العقل، ولكننا نؤمن بوجوده ونلمس آثاره، فإن رأينا بيتًا جميلًا منظمًا مهيئًا للسكنى فلا بد أن يكون هناك الإنسان الذي بنى البيت وأكمله ووضع فيه الأثاث الفاخر... إلخ.
لقد أشاع أحد جنود نابليون بأنه لا يؤمن بالله لأنه لا يراه، فاستدعاه نابليون وسأله:
هل عندك عقل؟
فقال: نعم يا سيدي.
فقال له نابليون: أرني عقلك وإلاّ عاقبتك.
فأجابه الجندي: أسألني عن المدافع الحربية، ومن إجابتي السليمة، وعن طريق الاستدلال تعلم أنني أملك عقلًا.
فقال "نابليون بونابرت": "فكيف تنكر وجود الله جل شأنه، وهذا الكون العظيم أكبر دليل على وجوده" (أورده الدكتور القس سامي غبريال في كتابه الجواب ص 81). فعدم إدراك الأمور الإلهية يا إخوتي لا يعتبر حجة لرفضها، لأننا نستخدم تكنولوجيا العصر ونستفيد منها رغم أننا لا ندرك كيفية عملها، وإذا رفضنا الحقائق الإيمانية بحجة عدم إدراكها فإننا سنشبه المريض الذي يرفض تناول الدواء بحجة أنه لا يدرك كيفية تأثيره في الجسم، فيقوى عليه المرض ويسلمه للموت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/science.html
تقصير الرابط:
tak.la/k3tj3h2