س 33: إن كانت عقيدة التثليث مخفية في طيات العهد القديم، فما هو الحال في العهد الجديد؟
ج: في العهد الجديد وبعد تجسد الابن الوحيد الجنس، وقد انسكبت محبة الله على البشرية، فتمتعت بإعلان الثالوث القدوس على ضفاف الأردن، فالابن قائمًا في مياه الأردن "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء "(مت 3: 16) والسماء قد انشقت وسمع الجميع صوت الآب: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررتُ "(مت 3: 17) والروح القدس ظهر في شكل حمامة: " وإذا السموات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيًا عليه" (مت 3: 16) وهنا النص واضح أن روح الله قد ظهر على شكل حمامة.
وما أكثر الآيات التي نرى فيها الثالوث القدوس، ودعنا يا صديقي نذكر منها الآتي:
1ـ في البشارة والميلاد كان لكل أقنوم عمله فالآب أرسل ابنه: " لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة "(غل 4: 4)، وأرسل الآب رئيس الملائكة الجليل جبرائيل يبشر العذراء: "أُرسل جبرائيل من الله (الآب).. إلى عذراء مخطوبة لرجل" (لو1: 26، 27) وحلَّ الروح القدس على العذراء مريم " فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العلي تظللكِ" (لو1: 35) وأقنوم الابن هو ابن العلي المولود من العذراء مريم، "فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو1: 35).
2ـ ذكر متى الإنجيلي نبوة إشعياء على الابن الوحيد: "هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق" (مت 12: 18)، (إش 42: 1)، فأقنوم الآب هـو المتكلم، وأقنوم الابن هـو " فتاي، حبيبي "، وأقنوم الـروح القـدس هو "روحي".
3ـ في حديث "الابن" مع "السامرية" قال لها: "ولكن تأتي ساعةٌ، وهيَ الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق "(يو4: 23)، فأقنوم الابن هو الذي يتحدث، وقد أشار لنفسه أيضًا في قولـه: "الحق" وهو يتحدث عن أقنوم الآب: "يسجدون للآب" وقد أوضح أن الذي يشجعنا على العبادة هو الروح القدس "بالروح ".
4ـ في حديث "الابن" عن الروح القدس قال: "وأما المعزّى، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كلّ شيء، ويذكركم بكلّ ما قلته لكم"(يو 14: 26) وفي هذا الحديث نجد الأقانيم الثلاثة في منتهى الوضوح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فأقنوم الروح القدس هو "المعزّى الروح القدس "، وأقنوم "الآب" الذي سيرسل الروح القدس، وأقنوم الابن هو المتكلم.
5ـ أيضًا في حديث "الابن" عن الروح القدس قال: " ومتى جاء المعزّى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي" (يوم 15: 26)، فأقنوم الروح القدس هو "المعزّى. روح الحق" وأقنوم الآب هو الباثق للروح القدس، وأقنوم الابن هو المتكلم الذي سيرسل الروح القدس.
6ـ بعد القيامة أوصى "الرب يسوع" التلاميذ قائلًا: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بِاسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19)، فالمعمودية تتم بِاسم الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس، وأشار للوحدانية في قوله "بِاسم" وليس بأسماء، والأمر الملاحظ أن التلاميذ عندما سمعوا هذا لم يستعجبوا ولم يستغربوا الأمر، لأنهم كانوا قد أدركوا هذه الحقيقة تمامًا خلال مدة تلمذتهم له على مدار ثلاث سنوات.
7ـ قال بطرس الرسول لرؤساء الكهنة وقادة اليهود: "ونحن شهودٌ له بهذه الأمور، والروح القدس أيضًا، الذي أعطاه الله للذين يطيعونهُ"(أع 5: 32)، فبطرس الرسول مع الرسل يشهدون لأقنوم الابن "نحن شهود له" وأقنوم الآب هو "الله" الذي يعطي "الروح القدس"الأقنوم الثالث للذين يطيعونه.
8 ـ كثيرًا ما تحدث الابن عن الآب مثل قولـه: "فالذي قدَّسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله" (يو10: 36)، وقد فهم اليهود ما يقصده، فعندما قال لهم: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضًا أن الله أبوه معادلًا نفسه بالله" (يو5: 17، 18).
9ـ يقول "مُعلّمنا بولس" لأهل كورنثوس أنهم كانوا يسلكون في طريق الموت: "لكن اغتسلتم، بل تقدَّستم، بل تبرَّرتم بِاسم الرب يسوع وبروح إلهنا"(1 كو 6: 11)، وهنا نجد الإشارة واضحة للثالوث القدوس حيث أن الاغتسال من الخطية والتقديس يتم بِاسم الثالوث القدوس الابن "الرب يسوع والروح القدس بروح إلهنا" وبهذا يستطيع أن يصل الإنسان إلى الآب "إلهنا".
10ـ في ختام الرسالة الثانية لأهـل كورنثوس يهبهـم بولس الرسول النعمـة بِاسم الثالوث القدوس "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبَّة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2 كو13: 14).
11ـ قال "مُعلمنا بولس" لأهل غلاطية: " ثم بما أنكم أبناءٌ، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا: يا أبا الآب "(غل 4: 6) وهنا أيضًا الإشارة واضحة للثالوث القدوس، فأقنوم الآب " الله " أرسل الروح القدس "روح ابنه "ولم يغفل أيضًا الأقنوم الثاني "ابنه".
12ـ قال "معلمنا بولس" الرسول لأهل أفسس الأمميين الذين عاشوا في الخطية غرباء بدون مسيح، أن السيد المسيح قد جمعهم مع اليهود وتقدم بهم بواسطة الروح القدس لله الآب "لأن به لنا كلينا قُدُومًا في روح واحد إلى الآب "(أف 2: 18) وهنا نرى أقنوم الابن "به" وأقنوم الروح القدس "روح واحد" وأقنوم الآب "إلى الآب".
13ـ قال "معلمنا بولس" للعبرانيين: "فكم بالحرى يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحيّ "(عب 9: 14)، وهنا نرى أقنوم الابن "المسيح"، وأقنوم الروح القدس الأزلي "بروح أزلي"، وأقنوم الآب "الله الحي".
14ـ قال "يوحنا الإنجيلي": " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب، والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء، والـدم، والثلاثة هـم فـي الواحد "(1يو5: 7 ـ 8).
وقد ورد أسماء الأقانيم الثلاثة في الترجمة البيروتية بين قوسين، علامة على أنها لم توجد في بعض النسخ الأصلية، وتساءل البعض هل هذا يلغي عقيدة التثليث؟ وأجاب "المتنيّح قداسة البابا شنوده الثالث" على هذا التساؤل قائلًا: "إن كانت هذه الآية لم توجد في بعض النسخ، فلعل هذا يرجع إلى خطأ من الناسخ، بسبب وجود آيتين متتاليتين (يو5: 7، 8) متشابهتين تقريبًا في البداية والنهاية هكذا: الذين يشهدون في السماء... وهؤلاء الثلاثة هـم واحد. والذين يشهدون على الأرض... والثلاثة هم في الواحد. ومع ذلك فإن هذه الآية موجودة في كل النسخ الأخرى، وفي النسخ الأثرية. هذه نقطة، والنقطة الأخرى هيَ أن العقيدة المسيحية لا تعتمد على آية واحدة. إذ توجد عقيدة التثليث في كل العهد الجديد، ومن الآيات الواضحة قول "السيد الرب" لتلاميذه عن عملهم في التبشير: " وعمدوهم بِاسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19)، ثم أخذ قداسته يسوق الدليل تلو الآخر (راجع سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة لاهوتية عقائدية (أ) ص 22، 23).
15ـ قال "يوحنا الحبيب" في رسالته الأولى: "أنه قد أعطانا من روحه. ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم "(1يو4: 13، 14)، فالآب هو الذي أعطانا من روحه القدوس وهو الذي أرسل الابن، والابن مُرسَل من الآب، والروح القدس "من روحه" مُعطى لنا.
16ـ أوصانا "معلمنا يهوذا" في رسالته قائلًا: "وأما أنتم أيها الأحبَّاء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مصلين في الروح القدس، واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية"(يه 20 ـ 21)، وهنا الإشارة واضحة للثالوث القدوس، فأشار إلى أقنوم الروح القدس: "مصلين في الروح القدس" وأشار لأقنوم الآب "محبة الله" وأشار أيضًا لأقنوم الابن "ربنا يسوع المسيح ".
17ـ قال "معلمنا بطرس الرسول" في رسالته الأولى: "بمقتضى علم الله الآب السابق، فـي تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح "(1 بط 1: 2)، وهنـا نجـد الإشـارة لأقنوم الآب "الآب" وأقنوم الروح القدس "الروح " وأقنوم الابن "يسوع المسيح".
18ـ ويوحنا الحبيب في سفر الرؤيا أشار للثالوث القدوس: "هنا الذين يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع. وسمعت صوتًا من السماء قائلًا لي: اكتب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن. نعم يقول الروح: لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم" (رؤ 14: 12، 13)، فالإشـارة إلى أقنوم الآب "الله" والابن "يسوع" والإشـارة إلى أقنوم الروح القـدس "الروح".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/new-testament-verses.html
تقصير الرابط:
tak.la/6nngcr7