س 18: هل الآب دُعِي أبًا بعد الخلقة لأنه هو أب لكل الخليقة؟
ج: الآب دُعِي أبًا قبل الخلقة، لأنه والد للابن منذ الأزل: " أني أخبرُ من جهة قضاء الربّ: قال لي: أنت ابني. أنا اليوم ولدتك"(مز2: 7) ومن المعروف أن اليوم يشير للأزل، وقال "الابن في سفر الأمثال": "منذُ الأزل مُسِحتُ"(أم 8: 23) وتساءل الحكيم في سفر الأمثال "ما اسمه؟ وما اسم ابنه إن عَرفتَ؟ "(أم 30: 4) ويقول "البابا كيرلس عمود الدين": " الآب هو دائمًا أب وبدون بداية... إن الله خالق، حتى قبل أن توجد الخليقة. فإن الله ليس أبًا لأنه خالق (للخليقة) بل هو آب لأنه وَلَدَ (الابن) والابن هو ابن لأنه وُلِد، فليس من الضرورة أن يكون للخليقة وجود مشترك مع الخالق، ولكن يمكن التدقيق ورؤية هذا الوجود المشترك حينما نتحدث عن وجود الله الآب والابن معًا، فكيف يكون لأحدهما وجود سابق على الآخر؟ كيف يظهر أحدهما قبل الآخر ما دام وجود كل واحد منهما يعتمد في وجوده على الآخر وليس محرومًا منه؟ الآب هو أب في علاقته بالابن والعكس صحيح" (71).
وقال أيضًا: "الابن مولود من جوهر الآب وهو عينه كائن أزلي" (72).
وقد تساءل بعض العقلانيين: لماذا لا ندعو الأقنوم الأول بالأم بدلًا من الآب؟ ولماذا لا نُصلِّي قائلين: "يا أمنا التي في السموات"؟.. ولمثل هؤلاء نقول أن جوهر اللاهوت بعيد عن التمايز الجنسي، فليس في اللاهوت ذكورة ولا أنوثة، ونحن لا نقدر أن نخترع عقائد ومسميات، ولكن حسبما أوضح لنا الله في الإنجيل نحن نؤمن ونطيع "فصلُّوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السمَوات "(مت 6: 9).
_____
(71) حوار حول الثالوث ـ المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ص 114.
(72) الثالوث الذي نؤمن به ـ مفيد كامل ص 45.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/father-of-creation.html
تقصير الرابط:
tak.la/q4rvm8p