خامسا: فناء الأشرار والشيطان
ينادى الأدفنتست بفناء الأشرار ويعتقدون أن خلود الأشرار في العذاب الأبدي فكرة شيطانية تصور الله بصورة المنتقم الظالم الجبار، وهذا التعليم الشيطاني تأنف منه النفس فيقولون:
1- " بعد أن أسقط الشيطان أدم أمر ملائكته أن يضعوا في نفوس الناس الاعتقاد بخلود النفس حتى إذا ما صدقوا هذا الأمر انقادوا إلى الاعتقاد بان الخطاة سيخلدون في العذاب إلى أبد الآبدين وهكذا يصورون الله بصورة الظالم المنتقم الذي يطرح الأثيم في نار جهنم ويصَّب عليه جام غضبه المتقد وفيما يتمرغ الأثيم في هذا العذاب الأليم ترتاح نفس الله وترضى... إن التعليم القائل بعذاب الأشرار بنار وكبريت عقابا لهم على خطاياهم إلى أبد الآبدين هو تعليم تأنفه نفس كل من يحس بالرحمة والمحبة بل يناقض تعليم الكتاب المقدس "(57)
2- " يفنى الأشرار كالدخان ويصيرون رمادا لأنهم اختاروا الخطية على السلوك برضى الرب لأجل ذلك يشبههم الكتاب المقدس بالقش والعوسج والشوك لأن إحراق هذا أمر طبيعي. إن هلاك الأشرار لرحمة من الله لهم إذ لا يشاء أن يبقيهم في عصيانهم وبؤسهم وتعاستهم. نعم إنها لرحمة من الله أن يفنيهم فلا يبقى لهم أصلا ولا فرعا ويكونوا كأنهم لم يكونوا وتصبح الأرض مسكنًا سعيدًا للمفديين يملاؤنها تمجيدًا لاسم الرب الفادي "(58)
3-} الأشرار يهلكون... " لان الأشرار يهلكون وأعداء الرب كبهاء المراعى فنوا كالدخان فنوا " " لأنه هوذا البُعداء عنك يبيدون " " كما يذرى الدخان تذريهم، كما يذوب الشمع قدام النار يبيد الأشرار قدام الله"، " من انتهار وجهك يبيدون"، " تخرج روحه فيعود إلى ترابه في ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره، " الإنسان في كرامة لا يبيت يشبه البهائم التي تباد"، "أن النفس التي تُخطيء هي تموت"، " ويكون كلا شيء مخاصموك ويبيدون " وأخير نأتي إلى كلمات ملاخي ختام العهد القديم " فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الآتي قال رب الجنود فلا يبقى لهم أصلًا ولا فرعًا "وفي العهد الجديد نجد التعليم نفسه... "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 13: 2، 3) " لتكن فضتك معك للهلاك" (اع 8: 20) " لان كل من أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك" (رو 2: 12).. "الذين نهايتهم الهلاك" (في 3: 19) " سيعاقبون بهلاك أبدي" (2 تس 1: 9) " أما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة طبيعية مولودة للصيد والهلاك... فسيهلكون" (2 بط 2: 12) إذا لم تكن هذه التعابير القوية بكافية لإثبات تعليم الوحي بأن الله وحده هو الخالد وبأن الإنسان فان فلم يبق في متون اللغة ما يمكن أن يؤدى هذا الغرض. وإذا لم تستطع هذه التعابير أن تنتزع من ذهن قارئها فكرة الخلود الفطري للإنسان فلم يعد ثمة ما يستطيع أن يحقق ذلك لأنه من المحال أن تصاغ عبارات أشد حبكا وأقوى سبكا من هذه العبارات التي تخيرها الله نفسه {(59)
4- كما يدعى الأدفنتست بأن الله وهب الفرصة للشيطان لكي يتوب ولكنه لم يتب لهذا صدر ضده الحكم بالفناء: "لاشك في أن الله أعطى فرصة سانحة للشيطان وملائكته لكي يتوبوا أما هم فقد استمروا في العصيان هازئين بأبواب الرحمة المفتوحة من اجلهم. لذلك طردوا من السماء بسبب تمردهم وها هم مقيدون الآن بحبال آثامهم "(60)
تعليق(61):
لقد أغفلت إلن هوايت العدل الإلهي تمامًا ونصَّبت نفسها قاضية الرحمة، وأخذت تحكم ضد العدل الإلهي بمنطق غريب فلو عاقب الله الأشرار بالنار الأبدية مع الشيطان فهو قاس ومنتقم وظالم ولكن إن أفناهم فهو رؤوف ورحيم وبار.
خلود الأشرار مع الشيطان في العذاب الأبدي ليس وهم وخيال من وحى الشيطان، لكنه حقيقة ثابتة في كتاب الله المقدس كما يتضح من الآتي:
1 - "وأخذت الرعدة المنافقين من منا يسكن في نار آكلة. من منا يسكن في وقائد أبدية" (اش 33: 14).. والسكنى معناها الإقامة والمكوث والوجود في المكان ولا تعنى عدم الوجود والفناء.
2 - أشار يوحنا المعمدان لعذاب الأشرار الأبدي قائلًا: "وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفئ" (مت 3: 12) والنار التي لا تطفئ إشارة إلى أبدية العذاب.
3 - يقول ربنا يسوع عن العبد الردى متى جاء سيده "فيقطعه ويجعل نصيبه من المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت 24: 51). ومن المنطق أن البكاء وصرير الأسنان لا يتفقان مع الفناء.
4 - في حديث ربنا يسوع عن يوم الدينونة يقول:
" فيمضى هؤلاء (الأشرار) إلى عذاب أبدى والأبرار إلى حياة أبدية" (مت 25: 46). وكما أن الحياة الأبدية تعنى الخلود الدائم في النعيم كذلك العذاب الأبدي يعنى الخلود الدائم في العذاب.
5 - " الذي يؤمن بالابن فله حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن فلن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله "(يو 3: 36).. انظر إلى لفظة "يمكث" فإنها تفيد البقاء وليس الفناء. كما ذكر الإنجيل عن أهل السامرة "سألوه أن يمكث عندهم فمكث هناك يومين" (يو 4: 40) أي بقى معهم لمدة يومين.
6 - عقب صلب ربنا يسوع نزل إلى الجحيم بروحه المتحدة باللاهوت وأطلق كل أرواح الأبرار من سجن الجحيم وترك أرواح الأشرار، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى: "الذي فيه أيضًا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1 بط 3: 19). إذن كان هناك في سكن الجحيم أرواح جميع المنتقلين أبرارًا وأشرارًا فجاءت الكرازة والبشرى بالإفراج عن أرواح الأبرار فقط.
7 - يقول الكتاب عن إبليس والوحش والنبي الكذاب " وابليس الذي كان يضلّهم طُرح في بُحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذَّاب وسُيعذَّبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين "(رؤ 20: 10)، وعن الذي يسجد للوحش " يُعَّذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف. ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهارًا وليلًا "(رؤ 14: 10، 11).. هذا النص الواضح يوضح العذاب المستمر نهارا وليلا بالنار الأبدية... لو كان القصد من النار الفناء لانتهت سريعًا في ساعات أو أيام ولأطلق عليها النار الوقتية أو الزمنية وليست النار الأبدية إلى تستمر إلى الأبد.
واليك يا صديقي بعض ما جاء بمجلة الكرازة في عددها الصادر في 1 / 1 / 1993:
نقول أيضًا أن عدم وجود عذاب للأشرار يؤدى إلى الاستهتار. فخوف العقوبة يؤدى إلى حرص. أما الاعتقاد بالفناء فيتفق مع قول الأبيقوريين " لنأكل ونشرب لأننا غدا نموت" (ا كو 15: 32). وهذا الاعتقاد أيضًا ضد هدف القيامة.
ذلك لأن القيامة يعقبها الدينونة ثم المجازاة بالنعيم أو العذاب فمن جهة الأشرار ما معنى أن يقيمهم الله من التراب ويرجعهم إلى الحياة... ثم يقول لهم بعد ذلك اذهبوا إلى الفناء... أن الوضع المقبول عقلًا ومنطقًا أنهم لا يقومون على الإطلاق بدلًا من أن يُقاموا من الموت لكي يرجعوا إلى موت أبدي!!
وهذا لا يتفق مع ما ورد في الإنجيل "تأتي ساعة يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 5: 28، 29). فما هي القيامة التي للدينونة؟
هل يقيم الله آلاف الملايين من البشر أو ملاين الملاين لكي يفنيهم؟! وهل معجزة القيامة تؤول إلى الفناء؟!
هذا المعتقد أيضًا يبرر جريمة الانتحار.
فالمنتحر هدفه أن يتخلص من عذاب الحياة. ولكننا نقول له أن الانتحار لا يخلصه من عذاب الحياة بل يعرضَّه إلى عذاب أبدى لأنه يموت وهو قاتل نفس... فان كان هذا المنتحر سيفنى يكون إذن قد حقق غرضه فعلا بلا عقوبة..! وهذا كلام لا يقبله أحد.
وأخيرًا نقول بالنسبة للشياطين الذين سقطوا بإرادتهم في الكبرياء بدون غواية أحد فقد صدر ضدهم حكم الله العادل بالعذاب الأبدي ولم يمنح لهم العدل الإلهي فرصة للتوبة والرجوع... أما الإنسان الذي سقط بغواية الحية فقد منحه الله فرصة التوبة والعودة إلى الأحضان الأبوية... إذن فكرة تهيئة الفرصة لتوبة الشياطين لا توجد إلاَّ في الخيال الأدفنتستي المريض.
_____
(57) ص 22 المعركة الفاصلة.
(58) ص 595 الكتاب يتكلم.
(59) ص 11,10 ما وراء الموت.
(60) ص 565 الكتاب يتكلم.
(61) راجع الفصل السادس: عذاب الأشرار من كتاب "شهود يهوه... هوة الهلاك".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/evil-ones.html
تقصير الرابط:
tak.la/tcqwb2d