سابعا: السيد المسيح البائس اليائس:
يصور الأدفنتست السيد المسيح بأنه عاش فترة الصبا في صراع شديد مع قوات الظلمة، وكانت الملائكة تسهر لحراسته كما حرست من قبل لوط وأليشع... وعندما واجهته الآلام وقف خائفًا مرتعبًا كئيبًا يصرخ ويتأوه وكاد يسقط على الأرض مرتين لولا تلاميذه الذين سندوه... واحتاج إلى معونة أصدقائه وتشجيعهم أما الملائكة فقد وقفوا في ذهول من يأس المخلص الذي اكتنفته الظلمة فقالوا:
1- " كان الشيطان لا يكِلّ عن بذل جهوده الجبارة لينتصر علي صبي الناصرة كما كان ملائكة السماء يعُسكرون حول يسوع لحراسته منذ بكور حياته. ومع ذلك كانت حياته صراعًا هائلًا لا هوادة فيه ضد قوات الظلمة "(36)
2- وتعليقًا على قول الإنجيل "فقاموا وأخرجوه خارج المدنية وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدنيتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل أما هو فجاز في وسطهم ومضى" (لو 4: 29: 30).
تقول إلن هوايت:
"وارتفعت أصوات الصياح والشتائم وبعضهم كانوا يرشقونه بالأحجار وإذ به يختفي من أمامهم فجأة. إن رسل السماء الذين كانوا إلى جانبه وهو في المجمع كانوا يعسكرون من حوله وهو في وسط ذلك المجمع الغاضب إلى حد الجنون. لقد حفظوه من أعدائه وأخذوه إلى مكان أمين. وكذلك حفظ الملاكان لوط وأخرجاه سالمًا من وسط سدوم كما حفظت الملائكة أليشع في المدينة الجبلية الصغيرة عندما عسكرت جيوش ارام"(37)
3- " وإذ كان يتقدم في سيره زاد هول تلك الكآبة... كان يترنح كأنه يوشك أن يسقط... كل خطوة كان يخطوها كان يبذل فيها جهدًا عنيفًا. كان يتأوه بصوت عال كأنما يتألم من ضغط حمل ثقيل.
ولولا أن تلاميذه سندوه مرتين لسقط على الأرض "(38)
4- ومرة أخرى أحس الفادي بحاجته إلى صحبة الأصدقاء... وإلى بعض كلمات يقولها له تلاميذه لتجلب إليه الراحة وتقشع عن نفسه غياهب الظلمة التي كانت تكتنفه وكادت تنتصر عليه... إذ أتت اللحظة المخيفة التي كانت ستقرر مصير العالم. كان مصير العالم يتأرجح في كفة الميزان. كان يمكن للمسيح حتى الآن أن يرفض شرب الكأس التي كان يجب أن يشربها الإنسان الأثيم"(39)
5- " وفي الساعة التاسعة انقشعت الظلمة عن الناس ولكن المخلص ظل مكتنفا بها... لم يستطع أي إنسان أن يخترق ببصره الظلام الذي كان يحيط بالصليب. ولم يمكن لبشر أن يخترق الظلام الأعمق الذي التف حول نفس المسيح المتألمة "(40)
6- " ذهل الملائكة وهم يرون عذابات المخلص ويأسه "(41)
تعليق:
السيد المسيح البار القدوس الذي بلا خطية وحده لم تجرؤ الخطية على مهاجمته، ولم يكن لرئيس هذا العالم سلطان عليه "رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء" (يو 14: 30) فهذا الصراع الذي لا هوادة فيه بين السيد المسيح وقوات الظلمة لم يوجد إلا في ذهن السيدة إلن هوايت. أما السيد المسيح فقد عاش في سلام كامل لأنه هو اله السلام.
إن لوط وأليشع فهما بشر تحت الآلام مثلنا لذلك كانا في حاجة إلى حماية الملائكة. أما السيد المسيح الخالق فكيف يحتاج إلى حماية المخلوق..؟!
وعندما اندفع بطرس ليدافع عن سيده هل وافقه السيد على هذا..؟ ومن قال أن اليهود تطاولوا على ربنا يسوع في هذا الموقف بالشتيمة والقذف بالأحجار؟!!
لقد سار السيد المسيح في طريق الآلام في خطى ثابتة لم يصرخ ولم يتأوه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لقد رآه إشعياء النبي بعين النبوة كشاة صامتة تساق إلى الذبح أما هو فلم يفتح فاهً " ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جاز بها فلم تفتح فاه" (اش 53: 7) "وأما يسوع فكان ساكتًا" (مت 26: 63).
والسيد المسيح لم يكن محتاجا لمعونة أو تشجيع من تلاميذه لكن الحقيقة هو العكس انه في وسط آلامه اخذ يشجع تلاميذه، وعند القبض عليه بعد أن سقط الجنود على وجوههم ثم قاموا اشترط عليهم لكي يذهب معهم أن يتركوا التلاميذ يذهبون " أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو. فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو 18: 8).
والسيد المسيح لم تكتنفه الظلمة على الإطلاق ولم يقوى عليه اليأس... وان كان قد قال "الآن ساعتكم وسلطان الظلمة" فهو يشير بهذا إلى النصرة الظاهرية التي حققها عدو الخير.
حقا ما أكثر التهيوءات التي تهيئتها السيدة ايلن هوايت وذكرتها على أنها حقائق مُسلم بها وصدقها إتباعها؟!!
_____
(36) ص 58 مشتهى الأجيال.
(37) ص مشتهى الأجيال.
(38) ص 659,658 مشتهى الأجيال.
(39) ص 662 مشتهى الأجيال.
(40) ص 725 مشتهى الأجيال.
(41) ص 724 مشتهى الأجيال.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/christ-poor.html
تقصير الرابط:
tak.la/9nk9jw2