سادسا: السيد المسيح انفصل عن الآب:
يدعى الأدفنتست أن السيد المسيح انفصل عن الآب خلال فتره آلامه وموته ودفنه، ومن جراء ذلك امتلأت نفسه بالرعب والذهول حتى انه احتاج إلى شفاعة الناس وتشجيع الأصدقاء... ونتيجة لهذا أخذ المخلص يرتعش خوفا فنزل الملاك ليشجعه على شرب كأس الموت ويُخبَّره عن النفوس التي ستخلص بآلامه واخذ يقوى إيمانه بالآب مؤكدا له أن الله أقوى من الشيطان... ووصل الحال بالسيد المسيح إلى إنه فقد رجائه في القيامة وقبول الآب لذبيحته وعلم الشيطان هذا الضعف فاخذ يعزف على ذات الوتر... وأخيرًا أرسل الله ملاكه ليدعو يسوع من ظلمة الموت إلى جدة الحياة فيقولون:
1- " كان قبل شفيعا في الآخرين أما الآن فهو يتوق إلى من يشفع فيه، وإذ أحس المسيح بان اتحاده بالآب قد انفصم. كان يخشى لئلا يعجز وهو في طبيعته البشرية عن الصمود في الصراع الذي كان قادما عليه ضد قوات الظلمة... إذا انغلب المسيح فالأرض تصير مملكة للشيطان وسيصير الجنس البشرى تحت سلطانه إلى لا بُد. وإذا كانت نتيجة المعركة ماثلة أمام المسيح كانت نفسه ممتلئة بالرعب والذهول بسبب انفصاله عن الله. وقد قال له الشيطان انه إن صار ضامنًا للعالم الشرير فقد يصبح انفصاله عن الله أبديًا وسيكون هو (السيد المسيح) ضمن رعايا مملكة الشيطان ولن يكون واحدا مع الله فيما بعد "(32)
2- " ففي هذه الأزمة المخيفة عندما كان كل شيء مُهددًا بالخطر وعندما كانت يد ذلك المتألم ترتعش وهي تمسك بتلك الكأس انفتحت السماء وأشرق نور في وسط تلك الظلمة الثائرة وساعة الأزمة الخانقة ونزل الملاك القوى الواقف في حضرة الله والذي يشغل المركز الذي سقط منه الشيطان ووقف إلى جوار المسيح. أتى الملاك لا ليأخذ الكأس من يد المسيح بل ليقويه على شربها مؤكدا له محبة الآب. لقد أتى ليمنح القوة لذلك الإله المتأنس المصلى. وقد وجه نظره إلى السماء المفتوحة وأخبره عن النفوس التي ستخلص نتيجة آلامه وأكد له أن أباه أعظم وأقوى من الشيطان وأن موته ستكون نتيجته الهزيمة النهائية الماحقة للشيطان"(33)
3- " اعتصر الشيطان بتجاربه القاسية قلب يسوع ولم يستطيع المخلص أن يخترق ببصره أبواب القبر. ولم يصور له الرجاء انه سيخرج من القبر ظافرًا ولا اخبره عن قبول الآب لذبيحته. وكان يخشى أن تكون الخطية كريهة جدًا في نظر الله بحيث يكون انفصال احدهما عن الآخر أبديًّا"(34)
4- " ويسمعونه يصرخ (الملاك) قائلًا يا أبن الله أخرج. أن أباك يدعوك ثم يرون يسوع وهو يخرج من القبر ويسمعونه يعلن من فوق القبر قائلًا "أنا هو القيامة والحياة"(35)
تعليق:
في الوقت الذي انفصل فيه الابن عن الآب ماذا كان موقفه؟
هل في وقت الانفصال كان إلهًا أم إنسانًا فقط؟
بالمنطق الأدفنتستي لم يعد السيد المسيح هو الله المتأنس ولم يعد مساوٍ للآب في الجوهر بل هو إنسان عادى مُجَّرد من الألوهية وبالتبعية فإن موته على الصليب بلا قيمة ولا يصلح لفداء كل البشرية إذ كيف يفدى إنسان محدود ولو انه بار هذا العدد غير المحدود من البشر منذ ادم وحتى المجيء الثاني؟!
وتمشيا مع المنطق الأدفنتستى الفاسد ظهر الملاك يفوق السيد في المعرفة والقوة... لم يعد السيد المسيح هو الله لذلك احتاج أن يخُبره الملاك ويؤكد له أن الله أقوى من الشيطان. بل أكثر من هذا أن معرفة الملاك بالمستقبل فاقت معرفة السيد المسيح لذلك أخذ يبشره بان موته المُحَّي سيهب الحياة الأبدية لنفوس كثيرة... ولم يعرفوا أن الملاك نزل من السماء لكي يسبح ذاك المتألم عنا ويقويه أي يقول له " لك القوه والمجد والبركة والعزة إلى لا بُد يا عمانوئيل إلهنا وملكنا... يا ربنا يسوع المسيح مخلصنا الصالح " واستمر الفكر الأدفنتستي الخاطئ يصوَّر السيد المسيح المسكين الذي لا حول له ولا قوة وقد فقد رجائه في القيامة وفي قبول الآب لذبيحته وخشى أن يستمر الانفصال عن الآب إلى لا بُد... وأخذ الشيطان يضرب على هذا الوتر الحساس ويحذره من استكمال الطريق لئلا يستمر انفصاله عن الآب إلى لا بُد بل وأكثر من هذا يصير من رعاياه فارتعب السيد وامتلأت نفسه من الرهبة والذهول.
وتصور الأدفنتست أن الملاك هو الذي أيقظ السيد من الموت عندما صرخ قائلًا "يا ابن الله اخرج. أن أباك يدعوك".. وهذا الموقف يتناسب مع بدعتهم بانفصال الابن عن الآب. ولم يفهموا ان ما حدث على الصليب هو انفصال النفس البشرية لربنا يسوع عن جسده لكن لاهوته لم ينفصل قط عن جسده لذلك لم يعاين فسادا ولا انفصل عن نفسه لذلك نزل للجحيم وخلص الذين ماتوا على الرجاء، وفي اليوم الثالث عاد اللاهوت ووحد بين النفس البشرية والجسد وبهذا قام ربنا يسوع المسيح وانتصر على الموت بقوته الذاتية... ولم يحتاج لدعوة ملاك أو غيره، وان كان رئيس الملائكة ميخائيل نزل من السماء ودحرج الحجر عن فم القبر وأرعبَّ الحراس وطمئَّن المريمات فلكيما يعلن عن أمجاد القيامة التي تمت في هدوء كامل قبل دحرجة الحجر.
ترُى يا صديقي هل من الحكمة أن ننصت لمثل هؤلاء الذين غشتهم الظلمة فجردوا ربنا يسوع المسيح من ألوهيته وهم لا يدرون؟!!
_____
(32) ص 660,659 مشتهى الأجيال.
(33) ص 665 مشتهى الأجيال.
(34) ص 723 مشتهى الأجيال.
(35) ص 750 مشتهى الأجيال.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/christ-father.html
تقصير الرابط:
tak.la/tcccr9d