خامسا: السيد المسيح ذبيحته على الصليب غير كافية:
يدعى الأدفنتست إن عمل السيد المسيح الكفاري على الصليب لم يكن كاملًا... كما يدعون أن السيد المسيح عند قيامته لم يكن متأكدا من قبول الآب لذبيحته لذلك رفض قبول الولاء والسجود من اتباعه "لا تلمسيني" حتى يتيقن من قبول ذبيحته... وأيضًا يدعون أن خطايا البشرية التي حملها السيد المسيح على الصليب ثم صعد بها إلى القدس السماوي، وظل يتوسل أمام الآب السماوي لأجل هؤلاء المؤمنين باسمه حتى استطاع أن يحصل على غفران خطاياهم سنة 1844 م.، ولان خطايا المؤمنين ظلت في القدس منذ زمن الصليب حتى سنة 1844 م. لذلك فالقدس قد تنجس ولم يتطهر إلاَّ في هذه السنة.
1- يقول أريان سميث: "إن الكفارة أو المصالحة لم تتم كاملًا على الصليب لأن موت المسيح والكفارة ليسا هما شيئًا واحدًا!! وأن المسيح لم ينجز عمل الكفارة كاملا حين أراق دمه على الصليب "(27)
2- وتقول السيدة إلن هوايت: "رفض يسوع قبول الولاء من اتباعه حتى أيقن أن الآب قد قبل ذبيحته. لقد صعد إلى المواطن السماوية وسمع من الله نفسه تأكيدًا أن كفارته التي قدمها عن خطايا الناس كافية "(28)
3- " كانت السماء كلها منتظرة لترحب بالمخلص إلى الديار السماوية. فإذ صعد في المقدمة وكان في إثره جمهور السبايا الذين تحرروا عند قيامته... هناك العروش وقوس قزح. وهناك الكاروبيم والسيرافيم فيجتمع رؤساء جند الملائكة وأبناء الله وممثلوا العوالم غير الساقطة... أنهم يقومون للاحتفاء بنصرته ولتمجيد مليكهم غير انه يشير عليهم بالتنحي جانبًا. لم يأت الوقت بعد. إنه لا يستطيع أن يلبس إكليل المجد أو ثوب الملك"(29)
4- " أن المسيح خلال الثمانية عشر قرنًا كان يمارس رسالته في المكان الأول من القدس... ونتيجة لذلك توضع بالإيمان خطايا كل الذين يتوبون على المخلص وذلك في القدس السماوي لذلك يجب تطهير القدس السماوي تطهيرًا حقيقيًا بإبعاد الخطايا المسجلة فيه"(30)
5- وينحرف الأدفنتست أكثر فأكثر فينادون بأن الخطايا سيحملها الشيطان:
"حين يرفع رئيس الكهنة (في العهد القديم) بقوة دم الذبيحة الخطايا من القدس كان يضعها على التيس المرسل (تيس عزازيل) هكذا يسوع باستحقاق دمه سيبعد خطايا شعبه من القدس السماوي في نهاية خدمته وسيضعها على الشيطان الذي سيحمل القصاص الأخير "(31)
تعليق:
لقد أكمل السيد المسيح عمل الفداء بالكامل على الصليب وصرخ قائلًا:
"قَدْ أُكْمِلَ"..
بموته على الصليب وفي العدل الإلهي وأرضى الآب السماوي.
بموته على الصليب حمل عقاب خطايانا وأطلق الإنسان حرا بريئًا.
بموته على الصليب منحنا الخلاص من الموت الأبدي ووهبنا الملكوت...
بموته على الصليب غلب الموت... بموته داس الموت...
بموته على الصليب قيد الشيطان وأشهره جهارًا ظافرًا به...
بموته على الصليب اقتحم الجحيم ونقل الذين ماتوا على الرجاء إلى فردوس النعيم...
فعلا على الصليب دفع الثمن عنا، وكل خطايانا التي نعترف بها تٌمحَّى في استحقاقات دم المصلوب... فهي لا تتجمع وتكُنز وتذُخَّر عبر السنون والقرون ثم تحتاج إلى تطهير في سنة 1844 م.، وهل ظل القدس السماوي متنجسًا بخطايا البشرية حتى عام 1844؟
إن الإنجيل يحدثنا عن تطهير خطايانا على الصليب، فالتطهير من الخطايا مرتبط ارتباط كلى وجزئي بموت المسيح كقول الإنجيل:
"بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا (على الصليب) جلس عن يمين العظمة في الأعالي (الصعود)" (عب 1: 3).. لقد جلس عن يمين العظمة في الأعالي أي عاد إلى مجده الذي أخلى ذاته منه... جلس عن يمين العظمة ولم يستقر في القدس الذي يتحدث عنه الأدفنتست " بعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى لا بُد عن يمين الله" (عب 10:12).
ظنَّ الأدفنتست أن بالسماء قدس وقدس أقداس، والقدس يحتاج إلى تطهير مثلما كان القدس الأرضي (لا 16:16) وإنه في سنة 1844م انتقلت الخطية من القدس إلى قدس الأقداس حيث تفحص سجلات الخطايا...
وهل يوجد هيكل في السماء مقسم إلى أقسام؟
وكم عدد هذه الأقسام؟
وان كان السيد المسيح دخل القسم الأول فهل سيدخل بعد هذا الثاني ثم الثالث؟
ومتى سيكون ذلك؟
وكيف سنعلم بهذا؟
هل بواسطة الرؤى والأحلام أيضًا؟
وهل يعُقل أن هناك مكانا في السماء لم يستطع رب المجد دخوله إلا سنة 1844 م.؟!
وكيف يتفق هذا مع قول الإنجيل بأن السماء ليس بها هيكلًا:
"ولم أرَ فيها هيكلا لان الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها" (رؤ 21: 22)؟
أما بدعة الأدفنتست بأن الشيطان سيحمل خطايا العالم فأنها تثير السخرية، فهل صار الشيطان مخلصًا جنبًا إلى جنب مع السيد المسيح؟! وإن كان الشيطان لا يستطيع أن يخلص نفسه فكيف يخلص الآخرين؟!!
وهل كان عمل السيد المسيح الكفاري ناقصًا حتى يحتاج إلى مساعدة الشيطان؟!!!
ويكفى أن نعيد القول بأن ذبيحة الصليب كانت كافية وقادرة على تكفير جميع الخطايا أي محوها تمامًا وكأنها لم تكن، وليست في حاجة إلى أن يسوع يستبعدها من القدس السماوي لكيما يضعها على الشيطان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
عجبًا..! من يحمل خطايا التائبين المسيح أم الشيطان؟!
ومن يهبهم المغفرة في استحقاقات دمه؟!!
وهل سيصبح الشيطان ذبيحة كفارية عن التائبين؟!!
_____
(27) ص 181 القدس.
(28) ص 758 مشتهى الأجيال.
(29) ص 798,799 مشتهى الأجيال.
(30) ص 413 مأساة العصور.
(31) ص 713 مأساة العصور.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/christ-insufficient.html
تقصير الرابط:
tak.la/nn84xph