س19: هل بنوة السيد المسيح لله تشبه بنوتنا نحن لله بالخلقة أو بالتبني أو غير هذا؟
ج: بنوة السيد المسيح لله الآب هو بنوة فريدة لا نظير لها في عالم الإنسان ولا عالم المادة فهي:
1- ليست بنوة جسديَّة حسيَّة لحميَّة ماديَّة: مثل بنوتنا نحن لآبائنا التي تجئ عن طريق التزاوج والإنجاب والألم. وليس من المعقول أن يكون قصد المسيحية إن الله أقتنى له صاحبة وأنجب منها المسيح. وعلى رأي الأستاذ جوزيف بطرس " إن أمة أتاها الله الكتاب والحكمة والبينات، وعاشت في نور الهدي الإلهي، حتى اهتدى عن طريقها أباطرة العالم إلى معرفة الله الحق، وتركوا آلهتهم المتعددة، وعبادتهم الفاسدة ، إلى الإيمان المسيحي، الذي بدأوا بمحاربته ومحاولة القضاء عليه، حتى انتصر هذا الإيمان بقوة الإله الواحد الذي يؤمن به المسيحيون، على قوات الشر مجتمعة... لا يمكن لهذه الأمة أن تشبه ولادة الابن من الآب بولادة البشر، حتى ولو تطاول عليها أي أحد بالتجريح، ونسب إليها مثل هذه المفاهيم الفاسدة. فولادة الابن من الآب ولادة روحية أزلية.." (43).
2- ليست بنوة السيد المسيح لله الآب بنوة بالخلقة: كما قيل عن " آدم ابن الله" (لو 3: 38) لأنه هو الخالق ذاته " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3).
3- ليست بنوة بالاختيار: كما اختار الله شعب بني إسرائيل وقال "إسرائيل ابني البكر" (خر 4: 22).
4- ليست هي بنوة بالسلوك الحسن: كما قال الكتاب " أن أبناء الله رأوا بنات الناس إنهنَّ حسنات" (تك 6: 2) فأبناء الله هم أبناء شيث وانوش الذين أطاعوا كلمة الله وسلكوا في رضاه فاستحقوا أن يُدعوا بأبناء الله، بينما بنات الناس هنَّ نسل قايين القاتل.
5- ليست هي بنوة بالرعاية: كما قال الله في القديم "ربيت بنين ونشأتهم أمّا هم فعصوا عليَّ" (أش 1: 2)
6- ليست بنوة السيد المسيح لله الآب بالتبني: بالإيمان كقول الكتاب عن البشر " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه" (يو 1: 12) " لأنكم جميعًا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غل 3: 26).
7- ليست هي بنوة بالتبني بالمحبة: كقول الكتاب "أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله" (1 يو 3: 1) ويقول المتنيح القمص يوسف أسعد "والبشر يُدعون أبناء الله من أجل محبة الله وعنايته بهم. هذه المحبة تجتاز الهوة السحيقة بين الله والناس ولكنها لا تلغيها. لكن ربنا يسوع المسيح هو ابن الله من صميم الآب نفسه... الهوة تفصل بين الخالق والمخلوق، لكن ابن الله والآب نفسه يشتركان كلاهما في الطبيعة الإلهية الواحدة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وبهذا ينفرد ربنا يسوع المسيح وحده بذلك، لأن ابن الله بحد ذاته في وحدة كاملة مع الآب ولم يكن هناك من يشبهه فيها، ولذلك سُمّي ابن الله الوحيد، وكلمة {الوحيد} تعني أنه وحيد في جنسه... وفي الواقع كلمة {الوحيد} تعرفني كمسيحي أنني على علاقة بشخصية وحيدة وفريد لا تكرار لها... إن كل صلاة، أو لقاء مخدعي، أو كرازة باسمه تمثل فرص نادرة للقاء بشخصية وحيدة لا مثيل لها... كذلك فإننا كمسيحيين في فهمنا للاهوت نقبل برضى أن نؤمن بالوحيد حتى لو كان وحيدًا في العالم، ونحن الوحيدين الذين نعيش بمفهوم لا يهضمه العالم أو يقبله غير المؤمنين" (44).
8- ليست هي بنوة بالتلمذة: كقول الكتاب " ودعا أليشع واحدًا من بني الأنبياء" (2 مل 9: 1).
9- ليست هي بنوة بالصفة: كما قال بولس الرسول لعليم الساحر "أيها الممتلئ كل غشٍ وكل خبثٍ يا ابن إبليس.." (أع 13: 9).
10- ليست هي بنوة للمكان: كقول المرنم "بنو صهيون الكرماء" (مز 4: 2) ولا هي بنوة للزمان كقول الكتاب " تكون لكم شاة صحيحة ذكرًا ابن سنة" (خر 12: 7).. إلخ...
_____
(43) السيد المسيح إله أم بشر ص 13.
(44) محاضرات مبسطة عن لاهوت السيد المسيح ص 15، 16.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/son.html
تقصير الرابط:
tak.la/qmh3snd