ج: 1- السيد المسيح ليس لاهوتًا مجردًا، ولكنه لاهوت متحد بالناسوت... إله كامل وإنسان كامل في إتحاد عجيب متكامل. فإن رأيناه يفعل الأفعال الإلهية فلا نتعجب لأنه هو الله، وإن رأيناه يفعل الأفعال البشرية فلا نندهش لأنه هو الإنسان الكامل... عندما كان يصلي أو يجوع أو يعطش أو يتعب أو يبكي أو يحزن ويكتئب... إلخ. فإنه كان يفعل كل هذا كإنسان كامل له نفس مشاعر وأحاسيس وطبيعة الإنسان، وليس كإله لأن اللاهوت منزَّه عن الجوع والعطش والتعب ولا يحتاج للصلاة... إلخ... إذًا فهو عندما كان يصلي كان يصلي كإنسان وليس كإله، فقد شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، ولم يسمح للاهوته بتخفيف الآلام عن ناسوته لكيما تكون ذبيحته حقيقية مقبولة ويقدر أن يكفر عن خطايانا " من ثمَّ كان ينبغي أن يشبه أخوته في كل شيء لكي يكون رحيمًا ورئيس كهنة أمينًا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب. لأنه فيما هو تألم مُجرَّبًا يقدر أن يعين المجرَّبين" (عب 2: 17، 18).
2- كان السيد المسيح يصلي للآب، فيقدم صلوات وتشكرات وتسابيح للآب في مناجاة عجيبة داخل الوحدة الثالوثية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. مثلما يناجي الإنسان نفسه ويقول "أنني قلت لنفسي" أو "ناقشت هذا الأمر جيدًا مع نفسي". وكان السيد المسيح يقول "أنا لست وحدي لأن الآب معي" (يو 16: 32) فالآب في الابن والابن في الآب وكلاهما واحد في الجوهر الإلهي.
3- السيد المسيح هو آدم الثاني الذي قدم للبشرية مثلًا حيًّا للإنسان الكامل " فإن المسيح أيضًا تألَّم لأجلنا تاركًا لنا مثالًا لكي تتبعوا خطواته" (1 بط 2: 21) ففي صلواته علمنا كيف نصلي، وأهمية الصلاة، ووقفة الصلاة، وموضع الصلاة، ففي وقت العماد كان يصلي " وإذ كان يصلي انفتحت السماء" (لو 3: 21) وفي وقت التجلي كان يصلي "أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى الجبل ليصلي" (مت 14: 23) وكان يصلي منفردًا "وفيما هو يصلي على إنفراد كان التلاميذ معه" (لو 9: 18) وكان يقصد مواضع الخلاء ليصلي " وفي الصبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك" (مر 1: 35) وكان يعتزل عن الكل ليصلي " وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي" (لو 5: 16) وكان يصعد على الجبل منفردًا ليصلي في هدوء " وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردًا ليصلي" (مت 14: 23) وكان يقضي الليل كله في الصلاة " وقضى الليل كله في الصلاة" (لو 6: 12) وفي وقت اشتداد التجربة كان يصلي بلجاجة " وإذ كان في جهادٍ كان يصلي بأشد لجاجةٍ وصار عرقه كقطرات دمٍ نازلة على الأرض" (لو 22: 44).
4- لو لم يصلي ويتعبد لوجد المعاندون له الحجة عليه لكيما يرفضوه ولا يتبعونه. بل وينفرون الناس منه، ويتهمونه بأنه إنسان ليس من الله ولا يعرف الله وليس له أي صلة بالله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/praying.html
تقصير الرابط:
tak.la/qqb544f