St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   divinity-of-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح - أ. حلمي القمص يعقوب

71- كيف يظهر واضحًا جليًا من خلال الدينونة أن السيد المسيح هو هو الله الديان؟

 

س45: كيف يظهر واضحًا جليًا من خلال الدينونة أن السيد المسيح هو هو الله الديان؟

 

ج: الله هو الديان العادل الذي خاطبه أبونا إبراهيم قائلًا "أَديان كل الأرض لا يصنع عدلًا" (تك 18: 25) وقال المزمور " وتخبر السموات بعدله لأن الله هو الديان" (مز 50: 6).. " ارتفع يا ديَّان الأرض" (مز 94: 2) وقال سليمان الحكيم " فقلت في قلبي الله يدين الصديق والشرير" (جا 3: 17) وقال الله على لسان أرميا النبي " أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطي كل واحد حسب طرقه حسب ثمر أعماله" (أر 17: 10) وقال يوحنا الرائي " ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودِين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم" (رؤ 20: 12) وبمناسبة قول الكتاب " وانفتحت أسفار " فإن الأمر المدهش إن عقل الإنسان يختزن كل ما يمرَّ به من أحداث، حتى إن الإنسان قد يذكر بعض الأحداث التي مرت به وهو في سن الثالثة من عمره، وحتى الأمور التي لا يلتفت إليها الإنسان ولكنها تمر على العين فإن العقل يختزنها، ويستطيع العلماء تحديد مخ الإنسان العالِم من مخ الجاهل عن طريق كثرة التجاعيد والانحناءات، فكل إنسان يحوي في داخله سفر حياته، فعندما يقول الكتاب تُفتح الأسفار أي تنكشف أعمال كل إنسان لأنها مخزونة داخله.

ففي يوم الدينونة الرهيب يقف أمام الله كل بني البشر من جميع الأجناس واللغات الذين عاشوا في المدن العظيمة والذين عاشوا في الغابات والكهوف منذ آدم وحتى المجيء الثاني، وعندئذ تنكشف الأسرار وتُفتح الأسفار أمام الديان العادل... فمن هو هذا الديان العادل..؟ هو السيد المسيح الإله المتأنس الديان العادل "من هو الذي يدين؟ هو الذي مات بل بالحري قام أيضًا الذي هو عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا" (رو 8: 34).

St-Takla.org Image: Jesus Christ standing - Christ Pantocrator icon صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح واقفا - أيقونة يسوع ضابط الكل

St-Takla.org Image: Jesus Christ standing - Christ Pantocrator icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح واقفا - أيقونة يسوع ضابط الكل

وقال السيد المسيح " لأن الآب لا يدين أحدًا بل قد أعطى كلَّ الدينونة للابن" (يو 5: 22).. فلماذا الابن هو الذي يدين؟

أ - لأنه هو الذي تجسد وبذل دمه وتمم الخلاص لجنس البشر، ولذلك يقول الكتاب عن الآب " وأعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا لأنه ابن الإنسان" (يو 5: 27) فالابن هو صاحب الحق في قبول من آمنوا به وقبلوه، ورفض الذي استهانوا به وبدعوته " الذي يؤمن به لا يُدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو 3: 18).. هو صاحب الحق في الفصل بين الذين أكرموه وقدََّروا دمه المسفوك عنا، وبين الذين داسوا هذا الدم بأقدامهم " فكم عقابًا أشر تظنون أنه يُحسب مستحقًّا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدّس به دنسًا وازدرى بروح النعمة" (عب 10: 29) فينكر الذين أنكروه، ويقبل في ملكوته الذين قبلوه في قلوبهم وحياتهم، ويكرم أمام الجميع الذي أكرموه أمام الناس.

ب - لأنه هو النور الذي أضاء في العالم، والخطية هي رفض النور واختيار الظلمة " وهذه هي الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو 3: 19).. " أنا قد جئت نورًا إلى العالم حتى كلُّ من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينة. لأني لم آتِ لأدين العالم بل لأخلص العالم. من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير" (يو 12: 46 - 48) إذًا كل إنسان سيقف في اليوم الأخير أمام كرسي السيد المسيح.

وقد أعلن السيد المسيح عن ذاته أنه الديان العادل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فأخبرنا بالعلامات التي تسبق مجيئه " وسوف تسمعون بحروبٍ وأخبار حروبٍ. أنظروا لا ترتاعوا. لأنه لا بُد أن تكون هذه كلها. ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمَّة على أمةٍ ومملكة على مملكةٍ وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع" (مت 24: 6 - 8).. " وتكون زلازل عظيمة في أماكن ومجاعات وأوبئة. وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء" (لو 21: 11).. " وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الأرض كرب أممٍ بحيرةٍ البحر والأمواج تضجُّ" (لو 21: 25) ثم قال "وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيًا في سحابة بقوة ومجد كثير" (لو 21: 27).. " فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (مت 16: 27).. " فستعرف جميع الكنائس إني أنا الفاحص الكُلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله" (رؤ 2: 23).. "وها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله" (رؤ 22: 12).

ولأن السيد المسيح هو الديان لذلك فقد كشف عن أحداث الدينونة حيث يجمع مختاريه للملكوت "فيرسل ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء" (مر 13: 26، 27) ويجمع الأشرار لجهنم النار "يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم. ويطرحونهم في آتون النار" (مت 13: 41، 42) وعملية الفرز ستكون في منتهى السهولة ومنتهى السرعة كما يفرز الراعي الخراف عن الجِداء " ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض كما يميز الراعي الخراف عن الجداء" (مت 25: 31، 32).

وقد شهد الإنجيل بأن السيد المسيح هو الديان العادل فقال بطرس الرسول "ونشهد إن هذا هو المعيَّن ديانًا للأحياء والأموات" (أع 10: 42) وشهد بولس الرسول في وسط أريوس باغوس في أثينا فقال "لأنه أقام يومًا هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجلٍ قد عيَّنه مقدّمًا للجميع إيمانًا إذ أقامه من الأموات" (أع 17: 31) وقال بولس الرسول في رسالته لأهل رومية "وأما أنت فلماذا تدين أخاك. أو أنت أيضًا لماذا تزدري بأخيك. لأننا جميعًا سوف نقف أمام كرسي المسيح" (رو 14: 10).. وفي الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس يقول "لأنه لا بُد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحدٍ ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2 كو 5: 10) وقال لتلميذه تيموثاوس " أنا أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2 تي 4: 1).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/judgement.html

تقصير الرابط:
tak.la/37n4854