س52: أليس نجاة إسحق من الموت كانت رمزًا لنجاة المسيح من الصلب؟
قال منصور حسين عبد العزيز: "إن تقدمة إبراهيم لتحوي حقًا وصدقًا الرمز الكامل لما حدث مع المسيح بالنسبة لواقعة الصلب، فكما امتحن اللَّه إيمان إبراهيم بأن طلب منه أن يذبح ابنه وحيده الذي يحبه، كذلك امتحن اللَّه إيمان المسيح بأن أعلمه بأنه يريد له أن يُصلب. وكما امتثل إبراهيم وابنه لأمر ربهما حتى همَّ إبراهيم بذبحه، كذلك امتثل المسيح لمشيئة اللَّه، فقال له: لتكن لا إرادتي بل إرادتك، حتى وصل الأعداء يتقدمهم يهوذا الإسخريوطي إلى المسيح للقبض عليه، وهنا كما منع اللَّه إبراهيم من ذبح ابنه، بأن ناداه ملاك الرب مـن السماء، طالبًا منه أن يكف عن ذلك، استجاب اللَّه أيضًا لدعاء مسيحه، فرفعه إليه من بين أعدائه، مخلصًا إياه من الصليب الذي كان سيقع عليه، تمامًا كما خلّص اللَّه ابن إبراهيم من الذبح على النحو المتقدم، وكما ذُبِح كبشًا عوضًا عن ابن إبراهيم، فقد صُلِب الخائن يهوذا بدلًا عن المسيـح" (دعوة الحـق ص 136، والمخلـوق والخالـق ص 518)(385).
ج: أ ـ قصة ذبح إسحق من أكمل الرموز التي تشير إلى ذبيحة الصليب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهي ذبيحة الآب والابن في آن واحد، ولكن لن يطابق الرمز المرموز إليه في جميع الوجوه وإلاَّ تحوّل الرمز إلى عين وذات المرموز إليه، فإسحق ليس هو المسيح إنما كان رمزًا له، وإبراهيم ليس هو الآب السماوي ولكنه كان رمزًا له. أما عن أوجه التشابه بين إسحق والسيد المسيح فيرجى الرجوع إليها في الفصل الأول.
ب ـ إن كان الكاتب يرى أن السيد المسيح امتثل لمشيئة اللَّه، فإن كثيرًا من كبار الأئمة والمفسرين قالوا أن السيد المسيح اضطرب وفزع من الموت، وطلب من أتباعه أن يتطوَّع أحدهم ليموت نيابة عنه مقابل أن يضمن له مكانًا في الجنة، وهذا التصرف في حد ذاته يعني شك المسيح في قدرة اللَّه على إنقاذه.
ج ـ إن كان الكاتب يرى أن الشبه سقط على يهوذا الخائن، فغيره قد رأى الكثير والكثير... أحد أتباع المسيح... أحد المنافقين... سرجس... تيطايوس... رأس جالوت... الشيطان... إلخ.
د ـ عندما جعل الكاتب كل من إبراهيم وابنه رمزًا للسيد المسيح فقد جانبه الصواب، لأن إسحق كان رمزًا للمسيح، وإبراهيم كان رمزًا للآب السمائي.
هـ ـ لو قال الكاتب بأن نجاة إسحق دليل على نجاة المسيح من الصليب، فكيف يفسر نبوات العهد القديم التي أشارت إشارات واضحة وصريحة إلى موت المسيح؟ وأين يذهب من الرموز الواضحة الصريحة لموت المسيح؟ وكيف يتصرف في نبوات السيد المسيح عن آلامه وموته وصلبه وقيامته؟... إلخ.
و ـ ذُبِح إسحق بالنية وعاد حيًّا، لأنه لو ذُبِح فعلًا ما كان قام ثانية مـن الموت، وذُبِح السيد المسيح ومات فعلًا على الصليب، ولكنه إذ هو الإله المتآنس استطاع أن يقوم من الموت بقوته الذاتية.
_____
(385) أورده د. فريز صموئيل في كتابه من هو المصلوب؟ ص 131.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/isaac.html
تقصير الرابط:
tak.la/at4rhww